أنقرة، باريس - «الحياة»، أ ب، رويترز، أ ف ب - بدا أن المحادثات التي أجراها الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا ووزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في طهران أمس، حققت تقدماً، إذ أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان توجهه الى العاصمة الإيرانية للانضمام الى المفاوضات، بعدما كان ألغى زيارته طهران، معتبراً أنها لم تحسم أمرها في شأن الوساطة التركية - البرازيلية حول اقتراح تبادل الوقود النووي مع الغرب. جاء موقف أردوغان بعد يوم طويل للرئيس البرازيلي في طهران، التقى خلاله مرشد الجمهورية علي خامنئي والرئيس محمود أحمدي نجاد. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤول برازيلي قوله إن «لولا لا يزال متفائلاً حيال المحادثات حول الملف النووي»، مضيفاً أن «المفاوضات مستمرة ويجب الانتظار حتى نهاية المحادثات الاثنين» قبل تقويم نتيجة الوساطة البرازيلية. وأعرب مصدر في المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران عن تفاؤله الحذر بنجاح لولا في تقريب وجهات النظر بين طهران والغرب حول تبادل الوقود. ورفض المصدر في حديث الى «الحياة»، اتهام بلاده بالمماطلة، لكنه طالب ب «ضمانات ملموسة» لتنفيذ صفقة تبادل الوقود خارج الأراضي الإيرانية. وقال إن موافقة الغرب على إجراء التبادل في إيران، سيعزز الثقة لدي طهران ويعطي انطباعاً ب «رغبة هذه الدول في تغيير سلوكها حيال إيران». وأعلن أردوغان إرجاءه الى اليوم زيارة له كانت مقررة الى أذربيجان، ليتوجه الى طهران. جاء ذلك بعد قول مصدر في الخارجية التركية: «إذا بدا أننا قد نحصل على رد إيجابي من إيران في ما يتعلق بالتبادل، سيعطي داود أوغلو أردوغان ضوءاً أخضر للحضور إلى طهران». وعقد داود أوغلو لقاءً ثلاثياً في طهران مع نظيريه الإيراني منوشهر متقي والبرازيلي سيلسو أموريم، «لمناقشة تبادل الوقود النووي» كما أفادت وكالة أنباء «مهر». أما وكالة أنباء الأناضول التركية، فأشارت الى أن الوزراء الثلاثة ناقشوا كيفية التوصل الى «صيغة مشتركة» لتنفيذ تبادل الوقود. وذكرت احدى محطات التلفزة التركية ان عملية التبادل قد تتم في تركيا. في غضون ذلك، رحّب خامنئي باتخاذ البرازيل «مواقف مستقلة إزاء القضايا الدولية، تتحدى مواقف أميركا». وقال خلال لقائه لولا: «من هذا المنطلق، ترحب إيران بالتعاون مع البرازيل في القضايا الثنائية والدولية». واعتبر أن «قوى الاستكبار وفي مقدمها أميركا، ساخطة بقوة في شأن التعاون وتعزيز العلاقات بين البلدان المستقلة وتأثيرها في القضايا العالمية، والمثال الواضح على ذلك هو الضجة التي افتعلها الأميركيون بسبب زيارتكم (لولا) لإيران، لأنهم يعارضون علاقات مماثلة». ونقلت وكالات الأنباء الإيرانية عن لولا قوله إن «من حق إيران شعباً وحكومة، الدفاع عن استقلالها والسعي من أجل التقدم والتنمية». وأضاف خلال اللقاء الذي حضره نجاد: «في السنوات الأخيرة، ظهرت دول مهمة في المشهد الجيوسياسي في العالم، بما في ذلك إيران، وفي إمكان هذه الدول التعاون في ما بينها وتشكيل قطب سياسي واقتصادي جديد». وزاد أن «أهم هدف لهذه الزيارة هو تطوير العلاقات بين البرازيل وإيران في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والسياسية، والتعاون الثنائي في القضايا الدولية». وقبل لقائه خامنئي، اجتمع لولا مع نجاد الذي «شكر دفاعه عن حق الأمة الإيرانية ومواقفها لإصلاح النظام العالمي»، كما أفاد الموقع الإلكتروني للرئيس الإيراني. وأكد نجاد قدرة إيران والبرازيل على «تشكيل وحدة سياسية»، فيما نقلت «مهر» عن لولا الذي التقى رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني، قوله إن «البرازيل تدافع دوماً عن مواقف إيران وحقوقها»، معتبراً علاقات البلدين «استراتيجية». وعقد لولا ونجاد مؤتمراً صحافياً، لم يتطرقا خلاله الى الملف النووي، ما اعتُبر مؤشراً الى عدم انتهاء المفاوضات في هذا الشأن. وأعلن لولا خلال المؤتمر الصحافي أن «البرازيل تريد التوجه أكثر فأكثر نحو الدول الناشئة وبينها إيران التي تُعتبر من أهم شركائنا»، فيما شدد نجاد على أن تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين يأتي في إطار «علاقة استراتيجية طويلة الأمد». وقال إن هذه العلاقة «ليست موجهة ضد أحد، وتعني دولتين تتحوّلان سريعاً الى قطبين اقتصاديين في منطقتيهما». وكان لولا قال لقناة «الجزيرة» القطرية السبت: «يصعب على فرد يمتلك أسلحة نووية، الطلب من شخص ألا يطوّر أسلحة نووية. وأن يطلب ذلك شخص لا يمتلك أسلحة نووية، مثلي، أمر أكثر سهولة». اطلاق رييس على صعيد آخر، عادت الى باريس أمس الفرنسية كلوتيلد رييس التي احتجزتها السلطات الإيرانية أكثر من 10 شهور لاتهامها ب «التجسس» اثر اعتقالها لمشاركتها في التظاهرات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية في حزيران (يونيو) الماضي. وحرصت باريس وطهران على تأكيد أن لا صفقة أو «مساومة» في قرار إطلاقها.