تعهدت السلطة الفلسطينية إحباط أي محاولة لإنشاء ميناء يربط بين قطاع غزة وجزيرة قبرص التركية، في وقت نفت إسرائيل وجود مفاوضات مع تركيا في شأن السماح بإقامة ميناء في غزة. في هذه الأثناء، تعرضت الحكومة الإسرائيلية لانتقادات بعد تسلّل «غزيين» الى تجمّع «أشكول» الاستيطاني المحاذي لقطاع غزة. وقال عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، مسؤول ملف المصالحة الوطنية عزام الأحمد، خلال لقاء على قناة «فلسطين» الفضائية، إن ما يجري الحديث عنه «ليس ميناء وإنما عوامة مع قبرص التركية التي لا يعترف بها أحد، ونحن أيضاً لا نعترف بها». وأضاف: «نعترف بقبرص الموحدة الصديقة الوفية التي وقفت مع الثورة الفلسطينية في أحلك الظروف، ولن نتنازل عن وحدة قبرص، مثلنا مثل القبارصة». وأشار إلى أن الهدف من إقامة الميناء أو هذه المحاولات هو «مس العلاقة الفلسطينية - القبرصية في شكل جوهري». وختم قائلاً: «مهما جرى من محاولات، سنكون قادرين على إحباط أي محاولة لإقامة ميناء أو كهرباء أو مفاوضات تتناقض مع المصالح الوطنية الفلسطينية العليا». إسرائيل تنفي من جهة اخرى، نفى منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية يؤاف مردخاي، أول من أمس، وجود مفاوضات مع تركيا في شأن إقامة ميناء في غزة. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عنه قوله لوسائل إعلام عربية لم تحدّدها، إنه في حال قررت إسرائيل مستقبلاً درس إنشاء ميناء في غزة، فإن ذلك سيكون من خلال السلطة الفلسطينية فقط. وأضافت أن تصريحات مردخاي جاءت رداً على تصريحات لقيادات في «حماس»، بأن تركيا تصر على بناء ميناء في غزة لإتمام المصالحة بين أنقرة وتل أبيب. تسلّل من غزة الى ذلك، وجه أعضاء من الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) أمس، انتقادات حادة لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، ووزير دفاعه موشيه يعلون، في شأن حماية حدود غزة في أعقاب تسلل 3 فلسطينيين إلى تجمع «أشكول» الاستيطاني المحاذي لحدود قطاع غزة. ونقل موقع إذاعة «ريشت بيت» العبرية عن النائب عن حزب «يش عتيد» حاييم يالين، قوله إنه لا يمكن لنتانياهو ويعلون أن يستمرا بإسكات سكان مستوطنات غلاف غزة بالكلام فقط، وأنه حان وقت العمل. وقال النائب عن حزب «المعسكر الصهيوني» عمير بارليف، إن ما جرى مثال آخر على أن هذا الأمر كان يمكن أن يكون أكثر جدية، ويؤذي السكان لو أن المتسلّلين كانوا مسلّحين. وأشار الى تصريحات نتانياهو التي قال فيها أنه سيرد على أي خرق للحدود عبر الأنفاق من جانب مسلّحين، متسائلاً: «لماذا نرد فقط حين يهاجموننا؟». وأضاف في تصريحات نقلتها صحيفة «معاريف» الإسرائيلية: «لدينا رئيس وزراء يبني عجلاً من ذهب، ويضحك على الجميع بالكلام، وأنا أقول بكل صراحة إنه آن الأوان ليتنحى جانباً ويخلي الطريق». وتابع: «نتانياهو يتصرّف انطلاقاً من الخوف، فهو يخاف من بناء ميناء لغزة، كما يخاف من مهاجمة أنفاق غزة، فإن لم يبنِ ميناء لغزة ويهاجم الأنفاق، فماذا سيبقى لنا، فكل ما سيبقى فقط مجرد كلام في كلام من نتانياهو».