أفادت تقارير صحافية إسرائيلية أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو يعتزم زيارة قبرص الشهر المقبل بهدف تعزيز التعاون بين البلدين في مجال التنقيب عن الغاز في البحر الأبيض المتوسط وتوثيق التعاون الأمني بينهما على خلفية العلاقات المأزومة بين إسرائيل وتركيا و«اهتزاز عرش بشار الأسد في سورية». وكانت إسرائيل وقبرص وقعتا قبل أكثر من عام اتفاقاً لترسيم الحدود البحرية بينهما من أجل تفادي خلافات في كل ما يتعلق بالتنقيب عن الغاز. وأثار هذا الاتفاق رداً غاضباً من أنقرة التي وصفت الاتفاق بال «جنون»، وهددت بإرسال سفنها الحربية إلى مناطق التنقيب. وجاء الاتفاق بعد إعلان إسرائيلي أواخر عام 2010 أنه تم الكشف عن بئر جرى حفرها في منطقة «لفياتان» الواعدة قبالة سواحل إسرائيل (شمالاً) «وهو أكبر كشف للغاز الطبيعي في البلاد قد يجعل من إسرائيل دولة مصدرة للغاز». وأشارت التقديرات إلى أن إجمالي الاحتياطات في هذه المنطقة يصل الى 16 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي. وتقدر المساحة التي تغطيها «لفياتان» بنحو 325 كيلومتراً مربعاً، وسيتطلب حفر بئرين أخريين أو أكثر لتحديد إجمالي احتياطيات الغاز بشكل أكثر تحديداً. وأشار مسؤول في وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى ما ذكرته وكالة الأنباء «يو بي آي» أخيراً من أن وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك طلب من نظيره القبرصي ديمتريس الياديس خلال زيارته إسرائيل الأسبوع الماضي أن يُتاح لإسرائيل نشر طائراتها الحربية في قاعدة «باباندريو» قرب مدينة بابوس جنوب غرب قبرص، مضيفة أن القبارصة لم يردوا بعد على الطلب مع الافتراض بأن نتانياهو سيبحث المسألة خلال زيارته للجزيرة بعد شهر، وهي أول زيارة لرئيس حكومة إسرائيلي لقبرص. وأضاف المصدر أن مسألة التنقيب عن الغاز في المنطقة الواقعة بين إسرائيل وقبرص ستكون أولى المسائل التي سيبحثها نتانياهو «لعلم البلدين أن لمكامن الغاز التي تم اكتشافها نهاية عام 2010 أهمية استراتيجية بالغة لهما يتوقع ان تدرّ بلايين الدولارات لخزينتيهما». وزاد أن نتانياهو معني بالتوصل إلى اتفاق مع القبارصة في شأن التعاون بين البلدين في مسألة نقل الغاز لأسواق اوروبا وآسيا، والتغلب على بعض الخلافات التي تبقت في كل ما يتعلق بحقول الغاز في المياه الإقليمية الإسرائيلية المحاذية لتلك القبرصية. ووصفت صحيفة «هآرتس» التقارب في العلاقات بين إسرائيل وقبرص ب «الدراماتيكي»، خصوصاً بعد تأزم العلاقات بين إسرائيل وتركيا في أعقاب اعتراض البحرية الإسرائيلية الدموي لسفن تركية كانت متجهة إلى قطاع غزة للتضامن مع أهله، ما أسفر عن مقتل تسعة أتراك. وأشارت الصحيفة إلى حقيقة أن الرئيس القبرصي أصدر منذ عامين أمراً بمنع توجه سفن إلى القطاع تنطلق من موانئ الجزيرة، وهو ما بعث على ارتياح إسرائيل. كما أشارت إلى أنه بالتوازي مع دفء العلاقات بين إسرائيل وقبرص، تشهد العلاقات بين الأخيرة وتركيا تصعيداً في التوتر انعكس في تهديد تركيا بتجميد علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي مع تسلم قبرص رئاسته قريباً. وأقرت مصادر في وزارة الخارجية الإسرائيلية بأن توتر علاقات تركيا مع كل من إسرائيل وقبرص «وتهديدات حزب الله بمهاجمة منشآت الغاز الإسرائيلية في البحر» عززا التعاون الأمني بينهما. وأشارت الصحيفة إلى زيارة الياديس لإسرائيل ولقاءاته أركان الدولة العبرية والتي أسفرت عن توقيعه، بحسب صحف قبرصية، على اتفاق أولي للتعاون الاستخباراتي بين البلدين، وعلى اتفاق آخر للتعاون على حماية أعمال التنقيب عن الغاز. وقالت إن الاتفاق قضى بأن تقوم إسرائيل بمساعدة قبرص في حماية الأجزاء فوق حقول الغاز وحماية المياه الاقتصادية القبرصية حيث تتم أعمال التنقيب. ونقل عن الوزير قوله أنه سيكون في وسع سفن سلاح البحرية الإسرائيلية أن تنشط في المياه الاقتصادية وأجواء قبرص لكن بالتنسيق معها والحصول على إذنها المسبق بذلك وطبقاً للقانون الدولي». واشارت الصحيفة إلى أنه منذ تأزم علاقات الدولة العبرية مع تركيا، فإن الأولى تبحث عن بدائل لتمكين الطائرات الحربية الإسرائيلية من إجراء تدريبات ونشر طائراتها فيها. وقبل شهرين، أجرى الطيران الحربي الإسرائيلي تدريباً جوياً مشتركاً مع الطيران القبرصي، بالتوازي مع تدريبات مماثلة في كل من اليونان وبلغاريا ورومانيا.