أسهم القرار الصادر عن إدارة التربية والتعليم في الطائف، والمتعلق بدمج خمس مدارس هي: الثامنة، والتاسعة، وال 12، وال 13، وال 14، إضافة إلى ال 20، في إثارة غضب عدد من المعلمات، اللائي تذمرن من صعوبة العمل في هذه الأجواء، في ظل تكدس الطالبات في الفصول، وقالوا ل«الحياة»: «إن هذا القرار إعاقة في أداء المعلمات للمهمات المناطة بهن، حيث أن وتيرة العمل لا تسير وفق الشكل المأمول والمحقق للفائدة المرجوة، والتي تهدف إلى توصيل المعلومة للطالبة بأسرع الطرق». بدورها، أكدت مديرة العلاقات العامة في إدارة التربية والتعليم في محافظة الطائف فاطمة الشقيحي ل«الحياة» أن أي تغيير دائماً ما يواجهه تيار معاكس، وأضافت أن الوضع لا يعدو كونه بيئة جديدة سوف تألفها المعلمات مع مرور الوقت، وقالت: «إن قرار الدمج اتخذ بعد إخضاع المدارس لدراسة مستفيضة مسبقة للاستغناء عن المباني المستأجرة»، وترى أن الوضع داخل تلك المدارس مناسب بشكل جيد للعملية التربوية عكس التخوف من تسببه في عمليات سلبية على الناحية التعليمية. وقالت إحدى المعلمات: «إن عدد الطالبات في الفصول في الوقت الراهن بعد قرار الدمج يفوق طاقتها الاستيعابية، ما انعكس ذلك سلباً على أدائي داخل الفصل الذي أصبح توجهي إليه لأداء الأمانة الملقاة على عاتقي همّ ثقيل لا أطيقه ما يجعلني أفكر في التقاعد المبكر للتخلص منه». وأضافت «هناك فرق بين مدرستي السابقة والمدرسة اللاحقة التي أراها تحولت إلى كابوس مزعج لتكدس الطالبات فيه، على رغم محاولاتي المستمرة لتقبل الوضع والتأقلم معه، وأرى أن تفكيري انصرف إلى البحث عن مدارس بديلة، ولو كان ذلك على حساب بعد المسافة وتحمل مبالغ مالية كمرتب للسائق الذي سأضطر له في مثل هذا الواقع». وأشارت إلى أن تكدس الطالبات داخل الفصول يدفع المعلمات إلى الغياب من دون النظر إلى الإجراءات التي تتخذ تجاههن في هذا الجانب، كما أنه يدفعهن إلى المماطلة في دخول الحصص الدراسية، لافتة إلى أن نفسية المعلمة يلزم مراعاتها وعدم الوقوف عائق أمام إبداعاتها. ولم تقتصر أحداث دمج المدارس على الطالبات والمعلمات فحسب، وإنما كان لأولياء الأمور رأي فيه، إذ قال أحدهم ل«الحياة»: «إن المدارس التي تم الدمج فيها تكاد تضيق بطالباتها السابقات، ويعد إضافة طالبات أخريات إليها تضيق ذرعاً بالخناق الحاصل أصلاً. وتوقع أن يفضي هذا الإجراء إلى تسرب الطالبات والدفع بهن إلى هجر التعليم جراء الوضع الذي وصفه بالمأسوي في حقهن»، معبراً عن انزعاجه من خلال نفسيات شقيقاته المعلمات وبناته الطالبات، إذ لاحظ أنها اختلفت عن السابق وغابت عنهن الفرحة المعهودة.