طهران - وكالة «فارس» - واصل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد تحديه الغرب، إذ اعتبر أن لا دولة في العالم «قادرة على مواجهة إيران». وأفادت وكالة أنباء «فارس» بأن نجاد قال لقناة «الجزيرة» القطرية ان نشوب حرب بين طهرانوواشنطن «احتمال بعيد جداً»، متسائلاً: «من يمكنه مواجهة إيران؟ لا أحد». واضاف: «نعتقد ان الحوار والثقة افضل الوسائل للتوصل الى حلّ. لا أحد في الدنيا يريد حرباً كما أن لا قدرة لأحد على مواجهة إيران». وسئل نجاد عن احتمال شن اسرائيل هجوماً على ايران، فأجاب: «نحن لا نحسب أي حساب للكيان الصهيوني الذي لا وجود له أمام إيران، لأن الحرب لا تعني قصف المواقع، الحرب حرب، فهل لديهم القدرة على ذلك؟». واعتبر ان «الدول الغربية احتلت العراق وأفغانستان واحتلتهما فقط من أجل الحفاظ على الكيان الصهيوني، وعلى ذلك نتساءل: إذا كان الكيان الصهيوني يعجز عن الحفاظ على نفسه، فكيف يمكنه مهاجمة إيران؟». في الوقت ذاته، اعتبر الناطق باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني كاظم جلالي ان «سياسة أميركا لفرض العزلة على إيران، خطأ استراتيجي». وقال ان انعقاد قمة مجموعة ال15 في طهران مؤشر الى «فشل أميركا في متابعة خطة فرض العزلة على إيران على الصعيد الدولي»، مضيفاً ان «غرور واشنطن بهذا الوهم والقوة الهشة، ألحق ضرراً فادحاً بسمعة الولاياتالمتحدة». في غضون ذلك، دخلت الجهود الأميركية لفرض عقوبات دولية على إيران، فصلها الأخير، مع نفاد صبر البيت الأبيض واستعجاله أعضاء مجلس الأمن التحرك في هذا الاتجاه، وتقليل وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون من أهمية المبادرة البرازيلية-التركية. وتعكس أجواء العاصمة الأميركية نفاد صبر ادارة الرئيس باراك أوباما من تأخر مسار العقوبات، خصوصاً في ضوء دخول البرازيل وتركيا على هذا الخط، في محاولة لاقناع طهران بقبول صفقة لتبادل الوقود النووي، تقنع الغرب بالطابع السلمي للبرنامج النووي الايراني وتوفر على النظام عصا العقوبات. لكن الأميركيين لا يبدون مقتنعين على الإطلاق في نجاح هذه الجهود أو أي مبادرة ديبلوماسية أخرى في هذه المرحلة، وهذا ما انعكس في تصريحات كلينتون بعد لقائها نظيرها البريطاني وليام هيغ في واشنطن، اذ قالت أن طهران «ما زالت ترفض مناقشة برنامجها النووي مع المجتمع الدولي، ومن غير المرجح أن تفعل ذلك قبل أن تفرض الأممالمتحدة عقوبات جديدة». وأكدت أنها أبلغت نظراءها «في عواصم كثيرة أنني أعتقد أننا لن نحصل على أي استجابة جادة من الإيرانيين، قبل أن يتحرك مجلس الأمن». وتطرقت كلينتون الى قول الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف خلال مؤتمره الصحافي مع نظيره البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا في موسكو الجمعة، انه يتوقّع نجاح مهمته «بنسبة 30 في المئة»، قائلة: «الحديث المتبادل بين الرئيسين لولا وميدفيديف في موسكو، يجسّد الجبل الذي يحاول البرازيليون تسلّقه». أما هيغ فأكد انه يشارك كلينتون تحليلها، ووصف موقف ايران من الدعوات التي تطالبها بالشفافية في شأن برنامجها النووي، بأنه «عار كبير». وقال ان «بريطانيا ستعمل بحزم الى جانب الولاياتالمتحدة لاستصدار قرار في مجلس الامن»، معتبراً ان على الاتحاد الاوروبي ان يتحرك «في طريقة حازمة» لاستكمال العقوبات. ووعد هيغ ب»استمرارية قوية للسياسة البريطانية» حيال إيران في ظل التحالف الجديد بين حزبي المحافظين والديموقراطيين الأحرار. وقال: «لم نستبعد يوماَ دعم تحرك عسكري مستقبلاً (ضد إيران)، لكننا لا ندعو الى ذلك».