إسلام آباد – رويترز، يو بي أي - خطف متشددون مدججون بالسلاح ويرتدون زي الشرطة 57 شخصاً في منطقة كورام في اقليم شمال وزيرستان القبلي شمال غربي باكستان المضطرب والمحاذي للحدود مع افغانستان أمس. في مرحلة اولى، خطف المتشددون مركبة تابعة لمرفق الكهرباء الحكومي في كورام واقتادوا اربعة اشخاص تواجدوا داخلها، قبل ان يشعلوا النار فيها. وتلى ذلك خطف متشددين آخرين مركبات أقلّت مدنيين متجهين الى باراتشينار، المدينة الرئيسة في كورام. وقال مسؤولون في البدء ان 30 شخصاً خطفوا من القافلة، قبل ان يرفعوا الرقم الى 57 لاحقاً. ويشن الجيش الباكستاني منذ الصيف الماضي هجمات على المتشددين في معاقلهم شمال غربي البلاد، وطهر في شكل شبه كامل مناطق عدة وقتل مئات من المتشددين مدمراً قواعدهم. ويزعم مسؤولون ان عدداً كبيراً من المتشددين فروا الى كورام والاقاليم المجاورة، بعد مهاجمة الجيش معقلهم في اقليمجنوب وزيرستان في منتصف تشرين الاول (اكتوبر) الماضي. وكثفت قوات الامن ضرباتها الجوية على اهداف المتشددين في كورام والمناطق المجاورة خلال الاسابيع الاخيرة. لكن المتشددين اظهروا صلابة وشنوا موجة من الهجمات الانتحارية وتفجيرات القنابل بخاصة في الشمال الغربي وقتلوا مئات من الاشخاص. ولدى استقباله السفير البريطاني لدى باكستان آدم طومسون أمس، أكد وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك أهمية العلاقات مع بريطانيا، مؤكداًَ تصميم بلاده على المضي في جهودها الرامية إلى القضاء على الإرهاب. وأشار الى وجود مجال لتمتين العلاقات الثنائية. وكرر رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني تأكيد أن الترسانة النووية لبلاده آمنة وبأيد قوية، معلناً ان الرئيس الأميركي باراك أوباما أيّد ذلك ايضاً. وأشار إلى أن بلاده قدمت تضحيات كثيرة في حربها على الإرهاب، و «حان اليوم دور بقية دول العالم لبذل جهود اضافية»، معتبراً أن «الارهابيين» شوهوا صورة باكستان. وكان جيلاني أعلن في الثامن من الشهر الجاري أن بلاده تملك قدرة كبيرة جداً على الردع النووي، داعياً العالم إلى التخلي عن مخاوفه الخاصة بأمن البرنامج النووي الباكستاني وسلامته. وتشهد باكستان نشاطاً بارزاً للجماعات المتطرفة على أراضيها خصوصاً مناطق القبائل على الحدود مع أفغانستان التي يسيطر عليها تنظيم «القاعدة» وحلفاؤه، ما أثار مخاوف كثيرة حول أمن ترسانتها النووية في ظل القلق من ان تسقط في ايدي المتطرفين.