تستعد إسبانيا التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي لاستضافة قمة «الاتحاد من أجل المتوسط» في السابع من الشهر المقبل في برشلونة، وسط تساؤلات وعدم يقين في شأن مستوى حضور هذه القمة، على رغم الجهود التي بذلتها مدريد لتفادي تكرار المقاطعة العربية بسبب مشاركة وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان. واعتبر وزير الخارجية الإسباني ميغيل انخيل موراتينوس أن انعقاد القمة بات «مضموناً بنسبة 90 في المئة»، على رغم تكرار التهديدات العربية بالمقاطعة في حال حضور ليبرمان. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن موراتينوس قوله في ختام جولة شرق أوسطية لحشد التأييد للمشاركة في القمة: «مع انه لا يوجد في الحياة شيء مضمون بالمطلق، خصوصا في الشرق الأوسط، فإن احتمال انعقاد القمة واجرائها بالشكل المناسب بات بنسبة 90 في المئة بعدما كان بنسبة 70 في المئة قبل جولتي». وأعلن ليبرمان أنه سيشارك في قمة برشلونة، على رغم معارضة الدول العربية لهذه المشاركة، لا سيما مصر وسورية اللتين هددتا بمقاطعتها في حال حضوره. إلا أن مصدراً ديبلوماسياً أوروبياً أبدى تفاؤلا أقل بفرص انعقاد قمة برشلونة، موضحاً أن حضور ليبرمان ليس المشكلة الوحيدة. وقال إن «الاتجاه هو نحو الإرجاء لنرى ما يمكن أن تسفر عنه المفاوضات غير المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين»، مضيفاً ان «لا أحد يرى فائدة من عقد الاجتماع لمجرد عقده» في حال كان سيؤدي إلى الفشل. إلا أنه أشار إلى أن «إسبانيا ترى الأمور في شكل مختلف وتسعى إلى إقناع باريس بالإبقاء على القمة، لكن لا أعتقد أنها نجحت كثيراً في هذا الإطار». ولم يستبعد مصدر ديبلوماسي آخر إمكان إرجاء القمة إلى تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل في حال كانت هناك مقاطعة عربية لها، أي بعد موعد الانتخابات في الولاياتالمتحدة بما قد يتيح للرئيس الأميركي باراك اوباما تقديم خطة سلام جديدة في الشرق الأوسط. وكان مؤتمر ل «الاتحاد من أجل المتوسط» عقد في نيسان (أبريل) الماضي حول المياه فشل بسبب خلاف عربي - إسرائيلي على الإشارة إلى «الأراضي المحتلة». ويضم الاتحاد من أجل المتوسط 43 دولة هي دول الاتحاد الاوروبي ال 27 إضافة إلى تركيا وإسرائيل والدول العربية المتوسطية. وأكد مصدر ديبلوماسي آخر ل «الحياة» أن «إسبانيا مصرة على إنجاح هذه القمة وعلى أن يكون الحضور على مستوى رؤساء الدول». وأشارت إلى أن موراتينوس أبلغ زملاءه الأوروبيين إثر عودته من دمشق التزام الرئيس السوري بشار الأسد بحضور القمة. لكن على رغم تأكيد موراتينوس حضور الأسد، فإن هناك عدم يقين في شأن المشاركة الفعلية بسبب تعطل مسيرة السلام وحضور رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو ووزير خارجيته. وشككت مصادر فرنسية وعربية بعقد القمة على أعلى المستويات، خصوصاً أن رد الجزائر على المشاركة ما زال معلّقاً، كما أن بقية دول المغرب العربي قد لا تشارك على أعلى المستويات، فتونس ليست متحمسة للقمة لأنها لم تحصل على منصب الأمانة العامة للاتحاد الذي أخذه المندوب الأردني، فيما لم يشارك العاهل المغربي في القمة الأخيرة في باريس. ويتوقع أن يلتقي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي رئيس الحكومة الإسرائيلية في السابع والعشرين من الشهر الجاري في باريس خلال زيارة نتانياهو للاحتفال بدخول إسرائيل عضواً في منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي (OECD)، وقد يثير معه موضوع قمة برشلونة المرتقبة.