رفضت شركة «آبل» للمعلوماتية أمراً قضائياً أميركياً بمساعدة مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) في اختراق هاتف «آيفون» التابع لمنفذ هجوم سان برناردينو بولاية كاليفورنيا سيد فاروق، والذي نفذ مع زوجته تشفين مالك هجوماً استهدف حفلة لعمال صحيين في مطلع كانون الأول (ديسمبر)، وأسفر عن مقتل 14 شخصاً. وأثار موقف الشركة، حفيظة كثيرين من بينهم رجل الأعمال المرشح للانتخابات التمهيدية ل«الحزب الجمهوري» الأميركي دونالد ترامب، والذي دعا إلى مقاطعة الشركة العملاقة. ولم يكن ذلك الهجوم الأول لترامب على الشركة، إذ سبق وأن دعا الى مقاطعتها السبت الماضي، في تجمع للحزب في يوليز آيلاند في كارولاينا الجنوبية، وقال: «يجب على آبل كشف شيفرة هذا الهاتف»، مضيفاً «أعتقد أن ما عليكم فعله هو مقاطعة آبل الى أن تكشف هذا الرقم السري. هذا ما فكرت به الآن». وتابع إن "هذا الهاتف ليس ملك الشاب الذي قتل كل هؤلاء الناس، الهاتف ملك للسلطات». وغرد ترامب بعدها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، قائلاً: «إذا لم تعط آبل المعلومات الى السلطات، فلن أستخدم سوى سامسونغ الى أن يسلموا هذه المعلومات». وأضاف «آمل أن يفعل الآخرون الأمر نفسه. بلدنا في حاجة الى الأمان ويجب أن يطالب به. حان الوقت لنتصرف بحزم وحكمة». كما سبق وأن طالب ترامب شركة «آبل» بإعادة كل موظفيها الى الولاياتالمتحدة. وقال في خطاب ألقاه في جامعة «ليبيرتي» بولاية فيرجينيا بأنه حال انتخابه رئيساً للبلاد، فسيرغم الشركة على بدء «تصنيع أجهزة الحواسيب والهواتف التي تنتجها في أميركا، عوضاً عن تصنيعها في بلاد أخرى». وأضاف أنه سيفرض ضريبة بنسبة 35 في المئة على جميع الأعمال الأميركية التي يتم تصنيعها خارج أميركا. وكانت «أبل» قد بدأت تصنيع جهاز الحاسوب «ماك برو» في مصنع في ولاية تكساس في العام 2013، إلا أن غالبية منتجاتها، يتم تجميعها في الصين. وتعتمد الشركة في شكل كبير على شبكة واسعة من الموردين والمصانع الكبرى في جميع أنحاء آسيا. وتوقع الخبراء أن يؤدي نقل عمليات تصينع منتجات «أبل» إلى داخل الولاياتالمتحدة إلى رفع سعرها، إذ أن كلفة تجميع هاتف «آيفون»، على سبيل المثال، في مصانع الشركة بالصين، أقل بكثير منها في الولاياتالمتحدة لإرتفاع كلفة اليد العاملة، الأمر الذي سيؤثر بالطبع على سعر المنتج النهائي. ويشير المحللون إلى أنه إذا ما فاز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة، فإن شركة «أبل» قد تتعرض إلى خسائر فعلية.