وجهت سلطات طرابلس ضربة قوية لتنظيم «داعش»، باعتقالها ثلاثة من قياداته، غداة إقدام التنظيم على ذبح 12 من عناصر الشرطة في مدينة صبراتة القريبة من الحدود مع تونس. كما تأتي بعد أيام على مقتل 50 إرهابياً معظمهم تونسيون في ضربة جوية أميركية على معسكر للتنظيم في المدينة. تزامن ذلك مع إعلان مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية جون برينان أن واشنطن تسعى إلى دعم عمليات مكافحة الإرهاب وبناء الحكومة في ليبيا، فيما اعترف ضابط بارز في الجيش الليبي بقيادة الفريق خليفة حفتر، بأن مستشارين عسكريين فرنسيين يساعدون في تنسيق معارك القوات الليبية ضد تنظيم «داعش» في بنغازي. وأعلنت «قوة الردع الخاصة» التابعة لوزارة الداخلية في حكومة طرابلس، اعتقالها محمد سعد التاجوري الملقب ب «ابو سليمان» الذي نصبه التنظيم «أميراً» لمدينة صبراتة (70 كلم غرب العاصمة الليبية). كما اعتقل برفقة التاجوري، مساعده سالم العماري الملقب ب «أبو زيد»، إضافة إلى المدعو أحمد دحيم الملقب ب «أبو حمزة التاجوري» والمكلف بالمهام اللوجيستية للتنظيم. وأكد ل «الحياة» سليم النعاس مسؤول الغرفة الأمنية المشتركة في طرابلس، أن الثلاثة ليبيون واعتقلوا ليل الأربعاء - الخميس، أثناء محاولتهم الانتقال من سرت (وسط) إلى صبراتة أقصى الغرب، للإشراف على تنفيذ عمليات إرهابية في مناطق متفرقة. وأبلغ «الحياة» مصدر في «قوة الردع» أن الثلاثة اعتقلوا إثر دهم منزل مستأجر في ضواحي تاجوراء (شرق طرابلس) يستخدمه التنظيم مخبأ لعناصره في هذه المنطقة الخالية من الشبهات. ووزعت القوة صور المعتقلين الثلاثة، كما بثت شريط فيديو عن ملابسات اعتقالهم. وقال المصدر ذاته إن الوصول إلى المنزل المستخدم كمخبأ في تاجوراء، تم بناء على تحقيقات مع معتقلين للتنظيم بينهم تونسيون، اعترفوا بوجود تواصل بين خلايا نائمة في المدينة وقيادة «داعش» في سرت (وسط). وأفادت معطيات بأن التنظيم جمع شحنات ناسفة وأسلحة وعمد إلى تدريب عناصر، من أجل تنفيذ عمليات إرهابية في أنحاء البلاد، خصوصاً في طرابلس. وأشار المصدر إلى أن جهاز مكافحة الجريمة في غريان (جنوب العاصمة) اعتقل الثلثاء تونسياً ينتمي ل «داعش»، يتستر كعامل في محل تجاري. وتم ذلك بعد مراقبته لفترة، إثر معلومات عن تواصله مع شباب لتجنيدهم لمصلحة التنظيم. وأحيل المعتقل إلى النيابة العامة لمحاكمته بعد اعترافه بالانتماء ل «داعش»، ووجود شهادات ضده من شباب حاول تجنيدهم. ويسيطر التنظيم على مدينة سرت، ويسعى الى التوسع في المناطق المحيطة بها، وهو تبنى هجمات عدة داخل العاصمة الليبية، لكن انتشار عناصره في صبراتة قبل يومين شكل أول ظهور علني له في المدينة الواقعة على الطريق الساحلي بين العاصمة والحدود التونسية والتي تضم مدينة أثرية رومانية - فينيقية، كما أن الغارة الجوية الأميركية على أحد معسكراته في المدينة، كشفت وجود عشرات من عناصر التنظيم، معظمهم تونسيون ومن دول عربية أخرى.