دخلت استضافة نهائيات كأس العالم لعامي 2018 و2022 منعطفاً بارزاً، إذ سلمت 11 دولة ملفات ترشحها التسعة إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم في مقره في زيوريخ أمس (الجمعة)، وهي: قطر، وأستراليا، ، وإنكلترا، وروسيا، وإسبانيا بالاشتراك مع البرتغال، وبلجيكا بالاشتراك مع هولندا، والولاياتالمتحدة، واليابان، وكوريا الجنوبية.ويعول العرب كثيراً على نجاح الملف القطري لتكون الدوحة أول دولة عربية تستضيف «المونديال»، وقدم الملف «العنابي» الذي ضم 750 صفحة تتعلق بالأمور الفنية و2000 صفحة تخص الدعم الحكومي رئيس الملف محمد بن حمد آل ثاني ورئيس الاتحاد القطري حمد بن خليفة والرئيس التنفيذي للملف حسن الذوادي والمدير الفني ياسر الجمال. وقال رئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتر إثر تسلمه الملف القطري: «إنها لحظة تاريخية للمنطقة للعربية والشرق الأوسط». وأبدى تعاطفه مع الملف القطري مؤكداً أن «الفيفا» لديها 208 دول أعضاء ليس من بينها دولة كبيرة أو صغيرة ولكن هناك اتحادات جيدة - على حد تعبيره - مشيراً إلى أن الملف القطري يحظى بدعم أمير قطر مشدداً على أنه سيتم اختيار دولتين لاستضافة مونديالي 2018 و2022 في الثاني من كانون الأول (ديسمبر) المقبل. وأبدى بلاتر تعاطفه مع المنطقة العربية والشرق الأوسط متمنياً التوفيق للملف القطري لاستضافة المونديال قائلاً باللغة العربية في ختام تمنياته: «إن شاء الله». وعلمت «الحياة» أن الملف القطري تضمن توفير 110 آلاف غرفة أثناء استضافة المونديال، والتعجيل بخطة تنمية «قطر 2030»، والتي سيتم اختصار مدتها الزمنية بها في حال إقرار استضافة المونديال لتنتهي قبل عام 2022. من جهة أخرى، عمد الإنكليز إلى الاستعانة بنجم كرة القدم الشهير ديفيد بيكهام وذلك لتقديم ملف بلاده إلى رئيس الاتحاد الدولي فيما كان الملف الأسترالي الأضخم بين نظرائه، إذ ضم 700 صفحة تخص الأمور الفنية و80 ألف صفحة تتضمن الدعم الحكومي وعديداً من الصور الفوتوغرافية. وسيقوم الاتحاد الدولي في وقت لاحق بإرسال لجان تفتيش إلى كل الدول المرشحة على أن يتم الإعلان عن اسم البلدين المنظمين لمونديالي 2018 و2022 في الثاني من كانون الثاني (يناير) عام 2010. من جانبه، أبدى رئيس الملف القطري لاستضافة نهائيات كأس العالم 2022 محمد بن حمد آل ثاني تفاؤله الكبير بتحقيق حلم الاستضافة وذلك إثر قيامه أمس بتسليم الملف لرئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتر، وقال: «مثلما منحت الفرصة لأفريقيا وأثبتت استعدادات جيدة وقدرة عالية فنحن نطالب بإعطاء الفرصة للدول العربية لتثبت قدرتها وكفاءتها». وأبدى سعادته لتمثيل قطر للشرق الأوسط والدول العربية من خلال الملف العنابي، مؤكداً أن الملف قادر على إقناع الاتحاد الدولي بقدرة قطر من خلال التحضيرات العالية التي تضمنها، مؤكداً أن العاملين على الملف أنهوا الخطوة الفنية الأولى بنجاح وأن هناك خطوات أخرى عدة سيتم العمل عليها لاحقاً». ورداً على سؤال «الحياة» حول دور العلاقات العامة في تحقيق الملف للنجاح، قال: «جزء من الأمر علاقات عامة، لكن الأفضل سيكسب في النهاية، وهذا ما نتمناه». وحول وجود منافسة حادة من دول كبيرة مثل الولاياتالمتحدة الأميركية وانكلترا واليابان ودول أوروبية بارزة، قال: «هذا يمثل تحدياً كبيراً بالنسبة لنا، وحتى وإن لم نوفق في الاستضافة فقد استفدنا على كل الأحوال وقدمنا عملاً كبيراً وسنكون أكدنا من خلاله أن قطر جاهزة لاستضافة أي حدث عالمي في أي توقيت، لأننا لن نكون حينها بدأنا من الصفر بل ستكون لدينا خطة جاهزة لتحقيق النجاح». وأضاف: «قدمنا رسالة من خلال الملف أكدنا فيها جاهزيتنا من النواحي كافة سواء على صعيد الملاعب أو الفنادق أو من خلال أي متطلبات أخرى، ونحن واثقون مما قدمناه ومثلما حصلت أفريقيا على شرف الاستضافة فمن حق قطر باسم العرب والشرق الأوسط أن يتاح لها أيضاً شرف الاستضافة». من جهته، قال رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم حمد بن خليفة: «ما تم اليوم هو خطوة فقط نحو استضافة المونديال وأمام قطر خطوات مهمة أخرى خلال المرحلة المقبلة لنيل شرف الاستضافة، قمنا بإعداد الملف بنجاح كامل وبطريقة احترافية عالية الجودة». وأبدى رئيس الاتحاد القطري ارتياحه لحديث رئيس الاتحاد الدولي بلاتر، قائلاً: «حديث بلاتر القريب من المنطقة وقطر كان مشجعاً، خصوصاً حديثه عن تجربة قطر في استضافة كأس العالم للشباب في عام 1995، والتي حلَّت فيها الدوحة بديلاً في اللحظات الأخيرة وقدمت حينها جهداً كبيراً وفي وقت قصير، وما ذكره بلاتر كان كلاماً مشجعاً». واستطرد: «نحن مستعدون لزيارة لجنة التفتينش في المرحلة المقبلة وفي أتم الجاهزية لننطلق في الخطوات اللاحقة من أجل تحقيق ما نصبو إليه».