علمت «الحياة» ان رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري سيبدأ جولة عربية الاثنين المقبل بزيارة المملكة العربية السعودية للاجتماع مع كبار المسؤولين فيها، على أن يزور في اليوم التالي أي الثلثاء المقبل دمشق للقاء الرئيس بشار الأسد، في إطار مشاورات يجريها قبل توجهه الى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما في 24 الجاري. وفيما وصل الى بيروت عصر امس وزير الدفاع الفرنسي هرفيه موران لإجراء محادثات حول التعاون العسكري بين بيروت وباريس بدعوة من نظيره اللبناني نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الياس المر، يصل الى لبنان الثلثاء أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين اللبنانيين. وكان الحريري ابلغ مجلس الوزراء في جلسته التي عُقدت أول من امس برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان نيته زيارة الولاياتالمتحدة الأميركية والقيام بجولة على عدد من الدول العربية والصديقة وقال وزير الإعلام طارق متري ان سورية من بينها. وعلمت «الحياة» ان زيارة الحريري المرتقبة لدمشق لن تتم في إطار اجتماعات الهيئة العليا المشتركة بين البلدين والتي يرأسها رئيسا الحكومة في كل منهما للبحث في الاتفاقات بينهما والتي كان اتفق على ان تعقد اجتماعاً لها في حضورهما وحضور الوزراء المختصين. وذكرت مصادر مطلعة ان الحريري سيزور دمشق الثلثاء المقبل من دون وفد وزاري، لأن الهدف منها التشاور في الأوضاع العربية والإقليمية قبيل توجهه الى واشنطن، على ان تعقد الهيئة العليا المشتركة اجتماعها في مرحلة لاحقة. وذكرت مصادر مراقبة ان استطلاع الأجواء العربية قبل توجه الحريري الى واشنطن ومن ثم نيويورك حيث سيلقي كلمة في مجلس الأمن بصفة لبنان رئيساً له لهذا الشهر، طبيعي بعد التطورات المتعلقة بقرار استئناف المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية غير المباشرة برعاية اميركية وبعد القمة السورية – الروسية والقمة السورية – التركية والحملة الإسرائيلية الأخيرة على لبنان وسورية. وعلى صعيد زيارة الوزير الفرنسي موران فقد اجتمع امس مع المر ثم مع الحريري مساء. وينتظر ان يتفقد موران اليوم الوحدات الفرنسية العاملة في إطار قوات الأممالمتحدة في جنوب لبنان في إطار تطبيق القرار الدولي الرقم 1701، على ان يغادر بيروت غداً الأحد بعد عقد مؤتمر صحافي يتناول فيه الزيارة. وتوقعت مصادر مطلعة في باريس ل «الحياة» ان تتم زيارة وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير لكل من دمشقوبيروت والتي تأجلت بعد ان كان يتوقع حصولها غداً، الى ما قبل نهاية الشهر الحالي، اما بالنسبة الى زيارة امير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، فقد ذكرت وكالة «كونا» الكويتية أنها «تتويج لمسيرة حافلة من العلاقات الأخوية المتميزة التي بدأت منذ عشرات السنين بين الكويت ولبنان، ولا تزال الى اليوم تزداد قوة وترابطاً لتصبح نموذجاً فريداً يشار إليه في العلاقات العربية – العربية. وعملت دولة الكويت ولا تزال على دعم السلم والاستقرار في لبنان...». وذكّرت الوكالة بمراحل اهتمام الكويت بالأزمة اللبنانية منذ ترؤسها اللجنة السداسية من الجامعة العربية عام 1988 وصولاً الى الآن، مروراً بتخصيص مبلغ 300 مليون دولار من الكويت لمواجهة آثار العدوان الإسرائيلي عليه عام 2006 لإعادة إعمار ما تهدم. من جهة ثانية، قالت مصادر وزارية ل «الحياة» ان المناقشات التي شهدتها جلسة مجلس الوزراء التي عُقدت اول من امس لمشروع موازنة العام الحالي كانت هادئة ورصينة، خلافاً للأجواء الإعلامية التي سبقتها وأوحت بأن نزاعاً داخل مجلس الوزراء سيحصل على الموازنة وسيكون انعكاساً لتجاذبات سياسية نشأت على هامش الانتخابات البلدية التي تجرى مرحلتها الثالثة في الجنوب في 23 الجاري. وأكدت هذه المصادر أن الأجواء خلال الجلسة مخالفة للضجيج خارجها. وعلى صعيد آخر، اجتمع الحريري ليل أول من امس مع مساعد الأمين العام ل «حزب الله» حسين خليل للتداول في التطورات في البلاد.