دشن ملك المغرب محمد السادس بداية العمل في أول محطة حرارية للطاقة الشمسية في منطقة «بني مطهر» على الحدود الجزائرية بكلفة 4,6 بليون درهم (540 مليون دولار)، بهدف إنتاج الطاقة الكهربائية النظيفة من ضمن مشروع إنشاء خمس محطات للطاقة الشمسية تمتد إلى عام 2020 وتبلغ كلفتها 90 بليون درهم مغربي (10,5 بليون دولار) لمضاعفة الطاقة الكهربائية التي يحتاج إليها توسع الاقتصاد وازدياد الاستهلاك. وأفادت مصادر في المشروع بأن المحطة تعمل بنظام - الدارة المركبة المندمجة - وهي تقنية حديثة تحترم البيئة وتقلص الانبعاث الحراري، وتستخدم في آن واحد الألواح الشمسية والغاز السائل، وتمكن من إنتاج 3538 جيغاوات ساعة، ما يمثل 13 في المئة من الحاجة الإجمالية للمغرب إلى الكهرباء. وتقع محطة «بني مطهر» في ممر أنبوب الغاز المغاربي الذي ينقل نحو 20 مليون متر مكعب من الغاز الجزائري إلى أوروبا عبر المغرب وجبل طارق ويعود بناؤه إلى 1993 من ضمن تعاون مغاربي – أوروبي في مجال الطاقة. وتحصل الرباط على رسوم مرور الأنبوب وتستخدم جزءاً منه في محطاتها الحرارية بخاصة في وحدة «تهدارت» جنوب طنجة لإنتاج الطاقة الكهربائية غير الملوثة. وأشارت المصادر إلى أن المشروع يلائم التوجه الدولي الجديد للتوسع في برامج الطاقات النظيفة التي تحترم البيئة وتمنع الاحتباس الحراري وفقاً لالتزامات المغرب الدولية في مجال حماية البيئة، بحيث ستخفض المحطة بواقع 35 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون باعتماد تقنية المبردات العاملة بواسطة الرياح ما يسمح بتجفيف السوائل ويقلص 12 ألف طن من الفيول الاصطناعي، ويوفر نحو أربعة ملايين متر مكعب من المياه التي يعاد استعمالها لحاجات القرى المجاورة في ري 4500 شجرة ونحو 20 ألف من النباتات المختلفة. واسند إنجاز المحطة إلى شركة «ابينغوا» الأسبانية في إطار عروض دولية، وساهم في التمويل كل من البنك الأفريقي للتنمية، والمعهد الأسباني «كريديتو افيسيال» والصندوق الدولي للبيئة، إضافة إلى المكتب المغربي للكهرباء. وكان المغرب أعلن في مدينة وارزازات في تشرين ثاني (نوفمبر) الماضي في حفل رأسه الملك محمد السادس وحضرته وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، عن خطة طموحة لإنجاز 5 وحدات تعمل بالطاقة الشمسية في كل من «بوجدور» و«العيون» و«طان طان» و«وارزازات» و«بني مطهر» لزيادة إنتاج الطاقة الكهربائية 43 في المئة بكلفة تتجاوز 10 بلايين دولار، وباستخدام التقنيات الحديثة الصديقة للبيئة والاعتماد على الشمس، التي تكاد لا تغيب عن أجزاء من البلاد في الجنوب والشرق.