أعلن صندوق النقد الدولي مساعدات مالية لأوكرانيا تتراوح بين 14 و18 بليون دولار، شرط أن تطبق تدابير تقشف صارمة بينها زيادة 50 في سعر الغاز، وتجميد رواتب تقاعد موظفي القطاع العام، واعتماد مرونة أكبر في معدلات الصرف، موضحاً أن هذه المبالغ ستضاف إلى بليون دولار قدمتها واشنطن، و1.6 بليون يورو من الاتحاد الأوروبي، و1.5 بليون دولار من طوكيو وبليون دولار سنوياً من البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية. وقد يصادق مجلس إدارة الصندوق على المساعدات الأسبوع المقبل، ما يفسح في المجال لصرف أول جزء منها ولم يحدد مبلغه بعد كما قال رئيس بعثة الصندوق الذي يزور أوكرانيا نيكولاي جورجييف خلال مؤتمر صحافي. وقال حاكم البنك المركزي ستيبان كوبيف: «تحولنا من مقاربة شعبوية إلى أخرى برغماتية، ونعلم أن ذلك لن يروق للجميع، إذ ستكون بعض الإصلاحات مؤلمة»، علماً بأن الصندوق طلب أيضاً وضع برامج جديدة للمساعدة الاجتماعية تطاول 30 في المئة من السكان، كما طالب بتدابير قوية لمكافحة الفساد المتفشي في البلاد، وكلف الدولة عشرات بلايين الدولارات في عهد الرئيس المخلوع فيكتور يانوكوفيتش وفقاً للسلطات الجديدة في كييف. واقترح رئيس الوزراء آرسيني ياتسينيوك على البرلمان خفض نفقات الدولة بنسبة 10 في المئة للعاملين في الوزارات، وبيع أراضٍ وممتلكات، وفرض ضريبة على الأثرياء، وإلغاء المعونات المخصصة للمناجم. وقال: «لا نملك خيارات. إما أن نطبق هذه التدابير أو ستفلس أوكرانيا». وأضاف: «في أفضل الأحوال سيتراجع إجمالي الناتج الداخلي 3 في المئة هذه السنة، ويتراوح التضخم بين 12 و14 في المئة». وتوقع ياتسينيوك ارتفاع السعر الذي تدفعه بلاده مقابل إمدادات الغاز الروسية بنسبة 79 في المئة بدءاً من نيسان وصولاً إلى 480 دولاراً لكل ألف متر مكعب، علماً بأن كييف رفضت الثلثاء استيراد الغاز بالسعر الذي تطلبه موسكو، فيما أعلن مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الموازنة يانوش ليفاندوفسكي، أن أوكرانيا يمكن أن تحصل على الغاز الأوروبي من سلوفاكيا أولاً ثم من بولندا وهنغاريا». في غضون ذلك، أعلنت رئيسة الوزراء الأوكرانية السابقة يوليا تيموشينكو (54 سنة) ترشحها للانتخابات الرئاسية المقررة في 25 أيار (مايو) المقبل، علماً بأنها خاضت سباق الرئاسة عام 2010، حين هزمها يانوكوفتيش بفارق بسيط. وفي العام التالي، حكم عليها بالسجن سبع سنوات بتهمة استغلال السلطة خلال توقيع عقود غاز مع روسيا. ويرى مناصروها وقسم من الدول الغربية أن إدانتها نتجت من أسباب سياسية. وفيما أكد الرئيس الانتقالي أولكسندر تورتشينوف أنه لن يترشح للانتخابات، أفاد استطلاع للرأي أجري أخيراً أن البليونير بترو بوروشنكو هو الأوفر حظاً للفوز في انتخابات 25 أيار، لكنه لم يترشح حتى الآن. وتعهد بوروشنكو والمرشح فيتالي كليتشكو في ختام لقاء جمعهما مع رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كامرون في لندن «التعاون» من اجل مستقبل بلدهما. وقال كليتشكو: «يجب أن نخوض المعركة من أجل مستقبل أوكرانيا، ولكن ليس أحدنا ضد الآخر». والتقى الرجلان كامرون ووزير الخارجية وليام هيغ في لندن لطلب دعم بريطانيا بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم. وسبق أن التقيا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في باريس في 7 الشهر الجاري.