أدى الفريق أول صدقي صبحي اليمين الدستورية وزيراً للدفاع في مصر خلفاً للمشير عبدالفتاح السيسي، ليصبح وزير الدفاع الرقم 45. وصبحي معروف وسط ضباط وجنود الجيش ب «الانضباط الصارم» وله لفتات في لقاءاته بالعسكريين تشير إلى قربه من جنوده. وهو صاحب أول إشارة إلى اصطفاف الجيش مع الشعب في الصراع السياسي الذي تفجر في البلاد بعد شهور من تولي الرئيس المعزول محمد مرسي الحكم في مصر في 30 حزيران (يونيو) من العام 2012. ففي أوج الصراع السياسي بين «الإخوان» و «جبهة الإنقاذ الوطني» ظلت الأنظار متعلقة بموقف القوات المسلحة التي لم تبد إشارة واضحة لانحيازها إلى أي من الطرفين، حتى أطلق صبحي، رئيس الأركان آنذاك، تصريحاً لافتاً في شباط (فبراير) 2013 خلال حضوره معرضاً عسكرياً في الإمارات قال فيه إن «العلاقة بين شعب مصر وجيشه قوية جداً من قديم الأزل. والقوات المسلحة لا تنتمي إلى فصيل من الفصائل ولا تمارس السياسية، لكن عينها على ما يدور داخل الدولة، وإذا احتاج شعب مصر القوات المسلحة فستكون في أقل من الثانية موجودة في الشارع، لكن إذا احتاجها شعب مصر». وكان ذلك التصريح الأول في وضوحه لانحياز الجيش إلى الشعب في حال نزل إلى الشارع ضد مرسي. وبدا لافتاً أيضاً من حيث إطلاقه من دولة الإمارات التي شابت علاقتها توتراً مع جماعة «الإخوان» في مصر. وبحكم الملفات العسكرية التي يهتم بها رئيس الأركان، توارى صبحي عن الأنظار والإعلام في الفترة الماضية. وهو معروف بأنه قائد «تكتيكي» ويحرص على الحديث باللكنة الصعيدية القريبة من البسطاء في مصر. وروى مسؤول عسكري ل «الحياة» واقعة لافتة لصبحي حين كان قائدا للجيش الثالث الميداني، ففي مؤتمر مغلق مع ضباط الجيش طلب ضابط صغير من صبحي تسهيل حصوله على قرض لإتمام زواجه، فبادره صبحي حينها بمنحه هدية زواج من ماله الخاص قيمتها 10 آلاف جنيه، وحين اعتذر الضابط عن قبولها، أصر صبحي وترك له حرية الحصول على قرض بعد تلقي الهدية، ولوزير الدفاع الجديد صور وهو يتناول الطعام مع جنود في مطعمهم، ما يشير إلى شعبيته بين الجنود. وأدى صبحي أمس اليمين القانونية وزيراً للدفاع أمام الرئيس الموقت عدلي منصور وفي حضور رئيس الوزراء إبراهيم محلب الذي اصطحب الوزير الجديد إلى اجتماع مجلس الوزراء الذي كان غادره محلب على عجل لحضور أداء وزير الدفاع الجديد اليمين. وصبحي من مواليد العام 1955 وتخرج في الكلية الحربية في العام 1976، ضمن الدفعة 68 حربية، وتدرج في الوظائف القيادية في سلاح المشاة من قائد فصيلة وحتى قائد فرقة مشاة، ثم عُيّن رئيساً لأركان الجيش الثالث الميداني فقائدا له، ليتولى بعد ذلك رئاسة أركان حرب القوات المسلحة في 12 آب (أغسطس) من 2012، بعدما أطاح مرسي وزير الدفاع السابق المشير حسين طنطاوي ورئيس الأركان الفريق سامي عنان. وحصل صبحي على جميع الفرق الحتمية في سلاح المشاة، ونال درجة الماجستير في العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان، وزمالة كلية الحرب العليا في أكاديمية ناصر العسكرية العليا، كما حصل على دورتي المشاة الأساسية والمتقدمة ودورة تخطيط التدريب ودورة كلية الحرب العليا البرية من الولاياتالمتحدة. وحصل على العديد من الأنواط والنياشين منها ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة، ونوط الخدمة الممتازة، ونوط الواجب العسكري من الطبقة الثانية، ونوط 25 أبريل، وميدالية اليوبيل الفضي لتحرير سيناء، وميدالية 25 يناير 2011، ونوط الواجب العسكري من الطبقة الأولى. وسافر في بعثات عدة إلى الخارج خلال مشواره العسكري، منها 4 بعثات في الولاياتالمتحدة وبعثة في ألمانيا.