قدر عدد من المشاركين في معرض الرياض للعقارات والتطوير العمراني عدد طلبات التمويل التي تقدم بها الأفراد الراغبون في الحصول على تمويل خلال فعاليات المعرض بأكثر من 5 آلاف طلب، وتركز معظمها على تمويل الشقق والفلل.وقال هؤلاء في حديثهم ل «الحياة» إن تركيز مرتادي المعرض كان على التمويل العقاري، حتى اعتقد الكثيرون أن المعرض للتمويل العقاري فقط، خصوصاً أن الأجنحة الأخرى تمثل شركات كبرى وقطاعات حكومية. وشارك في المعرض الذي اختتمت فعالياته مساء أول من أمس أكثر من 7 مصارف وشركات تمويل عقاري، تنافست على استقطاب أكبر عدد من المستفيدين خلال أيام العروض، وشهد المعرض تنافساً كبيراً على جذب المستفيدين من خلال خفض نسب الفائدة التي انخفضت إلى أقل من 3.5 في المئة. وشهد معرض الرياض للعقار والتطوير العمراني سيطرة شبه واضحة من الشركات والمؤسسات التمويلية على مساحة المعرض، إذ أسهمت العروض التمويلية من المصارف والشركات الممولة في خفض نسب فائدة القرض وإلغاء الرسوم، ما جعل هناك زيادة في عدد تسجيل طلبات التمويل الإسكاني. وقال مسؤول في أحد المصارف المشاركة في المعرض إن «الكثير من مرتادي المعرض كان يبحث عن التمويل، خصوصاً في ظل طرح عدد من الشركات العقارية مشاريع إسكانية متطورة وبأسعار مغرية، تسعى من خلالها إلى جذب أكبر عدد من المشترين». وأضاف المسؤول الذي اكتفي بذكر الاسم الأول من اسمه (فهد) ان الكثير من زوار المعرض ركزوا على نسبة الفائدة وعدد السنوات التي يتم من خلالها التمويل وحجم القسط، لافتاً إلى أن التمويل يكون لشراء فيلا أو شقة ونادراً ما يكون الطلب لشراء أرض. وأشار إلى أن التركيز على المشاريع الفخمة للفئات الميسورة أدى إلى خلق أزمة سكنية لمتوسطي ومحدودي الدخل، وهم يمثلون النسبة الكبيرة من السكان. ويقول الخبير العقاري الدكتور عبدالله المغلوث إن «المعرض أثبت أن هناك شحاً في برامج التمويل العقاري خلال الفترة الماضية في ظل الطلب الكبير على التمويل، ما أدى إلى توجه المطورين ومنفذي الوحدات السكنية إلى تقديم برامج أخرى من خلال تحالفات مع البنوك لتقديم المسكن والقرض في آن واحد». واكد المغلوث ل «الحياة» أن «البنوك لديها سيولة كبيرة وليست هناك برامج وقنوات كثيرة لتشغيلها، ويعتبر القطاع العقاري مناسباً لها لتشغيلها، وهو ما أوجد تنافساً كبيراً بين الممولين من حيث نسبة الفائدة». وشدد على أن التوجه خلال المرحلة المقبلة سيكون البحث عن مسكن وقرض في آن واحد، وهو ما جعل الشركات العقارية المطورة والمنفذة للمشاريع الإسكانية تعقد تحالفات مع البنوك، لافتاً إلى توقيع عدد من الشركات اتفاقات خلال المعرض. وأضاف المغلوث أن المرحلة المقبلة ستركز على صناعة امتلاك مسكن بتمويل، وذلك من خلال ربطهما معاً. وكان معرض الرياض العقاري الذي عقد في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض شهد مشاركة واسعة من الجهات الحكومية والهيئات الحكومية المتخصصة في مجال التطوير العمراني والإسكان، كما شهد مشاركة كبيرة من الشركات العقارية والاستثمارية السعودية والخليجية وعدد كبير من البنوك وشركات التمويل العقاري وبجناح مميز وكبير لمشاريع الهيئة العامة للإسكان التي تعرض في هذا العام للمرة الأولى برامجها ومشاريعها في مختلف مناطق المملكة. وأكد الرئيس التنفيذي لملتقى ومعرض الرياض للعقارات والتطوير العمراني حسين الفراج نجاح فعاليات معرض الرياض للعقارات، مشيراً إلى أن المعرض في دورته الأخيرة كان الأكبر من حيث حجم المشاركة من الشركات المتخصصة في التطوير العقاري والعمراني. وقال الفراج إن المعرض أُقيم هذا العام على مساحة 12 ألف متر، وهو يعد الأكبر من نوعه في تاريخ دوراته، ويؤكد حرص الجهات الحكومية والخاصة المعنية بالعقار والتطوير العمراني على الوجود في مكان واحد لتقديم عروضها ومنتجاتها، وتقديم الحلول التي تتضمن التمويل والتصميم والموقع المناسب بحسب قدرات المواطنين.