لم يكن في حسبان جماهير وأنصار نادي التعاون أن الخسارة من فريقي العروبة وهجر في افتتاح الموسم الماضي ستتسبب في جلب أفضل مدرب مر في تاريخ النادي القصيمي العريق، بعد إقالة الجزائري توفيق روابح، حضر البرتغالي غوميز بعصاه السحرية التي حولت التعاون من فريق أقصى طموحه البقاء في مناطق الوسط والابتعاد عن شبح الهبوط، إلى فريق ممتع يقدم كرة قدم حقيقية تعد الأفضل في دوري عبداللطيف جميل للمحترفين. في الموسم الماضي لم يسعف الوقت المدرب غوميز لتقديم كل ما لديه لتحقيق طموحاته، وإن كان وصل بالفريق إلى دور نصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين في الموسم ذاته، لكنه أنهى الدوري حينها في المركز التاسع لظروف عدة، أحاطت بالفريق، منها خروج أكثر من لاعب من صفوفه. وتأهباً لموسم مختلف، اختار غوميز موطنه البرتغال لإقامة معسكر إعدادي للفريق التعاوني، بينما تولى نائب رئيس النادي فيصل أباالخيل مهمة استقطاب لاعبين محترفين أكفاء وفق رؤية فنية من غوميز، وبدعم مالي مباشر من «المجلس التنفيذي»، الذي يعد الأبرز على مستوى الأندية السعودية، إذ يترأس المجلس سليمان العمري، ومعه الأعضاء عبدالعزيز الحميد، وأحمد أباالخيل، ورئيس النادي محمد القاسم، ما أسهم في خلو خزانة التعاون من الديون. بداية الموسم التعاوني الجديد، كانت شاهدة على ولادة فريق لا يهاب الأندية الكبيرة، وبانت هذه الملامح في افتتاح منافسات الدوري أمام الأهلي، إذ اتضحت شخصية الفريق عندما قلب تأخره بهدف إلى انتصار بهدفين أمام فريق الفيصلي في الوقت القاتل، ومن ثم أكد التعاون أنه أحد أضلاع الأربعة الكبار عندما التهم القادسية بخماسية، وواصل الفريق عروضه المميزة وانتصاراته حتى أطاح بكل ثقة بغريمه الرائد وتسيد «دربي» القصيم، ولم يكتف بذلك، وعاد ليهزم الشباب على أرضه وبين جماهيره، وأخيراً حقق ما عجز عنه على مدار 60 عاماً مضت، وتذوق طعم الانتصار الأول على الهلال وثأر من خسارته في القسم الأول من الدوري وأسقط متصدر الترتيب، فهذا الانتصار قلص به التعاون الفارق النقطي بينه وبين المتصدر إلى ست نقاط، إذ وصل بذلك إلى النقطة ال34 كأفضل رصيد في تاريخ النادي قبل نهاية الدوري بتسع جولات. ما يقدمه التعاون بفضل هذه المنظومة أشبه بالسحر الحلال، إذ بات مطلباً للمتابعين كافة ومن يحب أن يشاهد كرة قدم ممتعة بعيدة عن التعقيد والرتابة، فكتيبة غوميز داخل الملعب لاقت سيلاً من الإشادات وتسابق الرياضيون والمعلقون إلى منحهم الألقاب، بداية ب«فلاسفة القصيم» و«سكري الوطن» و«أسياد المتعة»، والملفت للنظر أن كل هذا لم يؤثر في عطاء الفريق، بل زاد من إصراره وعزيمته على تحقيق طموح عشاقه ومحبيه بحجز مقعد أسيوي، في الموسم المقبل.