أثارت «هجرة المليون سعودي» تفاعلاً نادراً بين أوساط السعوديين، ممن تلقفوا الخبر، وناقشوه عبر وسائل التواصل، جداً وهزلاً، وبثاً للولاء الوطني وتبريراً للمهاجر الغائب. وكان خبر «الحياة» (هجرة مليون سعودي تقلق الشورى) المنشور أمس (الأحد) تصدر «الترند» في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بعد أن تجاوز عدد التغريدات في «وسم» خصص له 2.3 مليون تغريدة، حتى إعداد هذا التقرير. الخبر الذي انفردت به «الحياة» ولاقى أصداء واسعة من المغردين، تناول توصية عضو مجلس الشورى صدقة فاضل، حذر فيها من تزايد أعداد السعوديين المقيمين بصورة دائمة في الخارج، داعياً إلى درس الظاهرة وأسبابها، قبل أن تشكل تهديداً أمنياً أو معضلة اجتماعية. ومع أن وسائل إعلام ومواقع عدة، تناقلت الخبر، إلا أن القليل منها، أشار إلى مصدر الخبر، بينما أثرى أدباء ومفكرون توصية عضو الشورى، مطالبين بتشكيل لجنة عاجلة لدرس «المعضلة التي تهدد مستقبل البلد»، على حد قولهم. وتباينت الآراء الأخرى حول السبب الحقيقي خلف هجرة هذا العدد من السعوديين، فرأى بعض المعلقين أن مؤسسات رسمية وغير رسمية أحد الأسباب، وسط معارضة طيف آخر، أجاب عن الأول أن «الملايين من المسلمين يحلمون بالهجرة إلى السعودية، بفضل وجود الحرمين الشريفين ورخائها واستقرارها». ولم تخل آراء السعوديين من روح الدعابة حينما استشهدوا بالدكتورة غادة المطيري رائدة علم النانو، التي علق أحدهم على صورتها بأنها «لو لم تهاجر لكانت الآن تسوّق كوب كيك، في الستنغرام»، ويؤكد آخرون أن الهجرة ليست خيانة للبلد، وإنما هي حرية مكفولة للجميع. وعلق أحد التجار المقيمين خارج البلاد على الموضوع بالقول: «أنا أبحث عن الاستثمار وزيادة أرباحي، ووجدت فرصاً وتسهيلات استثمارية خارج المملكة»، فيما استغرب مغرد أن يبحث سعودي عن استثمار خارج الوطن وآخرون من الدول المجاورة يحلمون بفرص الاستثمار التي تتاح للمواطنين. لكن غالبية المشاركين في خبر «الحياة» أعربوا عن ارتباطهم ببلادهم حيثما كانوا، حتى وإن تغربوا لفترة معينة بغرض الدراسة أو العلاج، فلا بد أن يحنوا إلى تراب الوطن الذي «يعد قبلة الإسلام والمسلمين، وبلد الأمن والأمان»، كما رددوا بافتخار.