علمت «الحياة» أن جهات مختصة في محافظة جدة قررت إحالة مجموعة من المتهمين بالاستيلاء على أراضٍ حكومية إلى القضاء خلال الأيام القليلة المقبلة، إذ سيحاكمون بتهم عدة، منها إضافة إلى الاستيلاء على الأراضي، بيعها إلى مواطنين بوثائق وهمية. وأحبطت الجهات المختصة في جدة عمليات استيلاء على أكثر من مليوني متر مربع من الأراضي الحكومية خلال الأشهر الماضية. وأكدت مصادر تحدثت ل«الحياة» أن الجهات المختصة حررت مساحات كبيرة من الأراضي من أشخاص اعتدوا عليها خلال الفترة الماضية، بعد أن تم تسويرها، إضافة إلى إعداد مساحات كبيرة لبيعها باعتبارها مخططات سكنية عشوائية، بمبالغ تصل إلى 50 ألف ريال للقطعة الواحدة. وأشارت المصادر إلى أن شكاوى أخرى يتم نظرها حالياً تقدم بها مواطنون إلى الجهات المختصة، يطالبون بإعادة مبالغ دفعوها لشراء أراضٍ في المواقع التي تم تحريرها من «لصوص الأراضي»، التي تم بيعها بوثائق «وهمية». فيما تواصل المحاكم الشرعية في منطقة مكةالمكرمة النظر في ملفات قضايا مرفوعة تطالب بإلغاء حجج «استحكام»، اعتبرت «غير صحيحة» على مساحات كبيرة من الأراضي في مدينة مكةالمكرمة، ومحافظة جدة، إذ عقدت جلسات قضائية وأصدرت أحكاماً بإلغاء حجج استحكام صدرت لأشخاص وتم بيعها في وقت سابق، وتفرعت منها صكوك شرعية على مساحات مختلفة، إضافة إلى نظر خلافات على ملكيات أراض. وتضمنت القضايا المرفوعة مطالبات من جهات حكومية بإلغاء صكوك متفرعة من تلك الأراضي صدرت في وقت سابق من كتابات العدل في جدة، واستندت في مطالباتها إلى أسباب عدة، بعد أن أوقفت مساحات من الأراضي، والقطع السكنية العشوائية في جنوبجدة، للتثبت من صحة تملكها من أشخاص في تلك المنطقة، ومن بين تلك القضايا دعوى قضائية تقدمت بها أمانة جدة في وقت سابق لإلغاء صكوك شرعية متفرعة من حجة استحكام غير صحيحة. وحصلت «الحياة» في وقت سابق على نسخ من الدعاوى المرفوعة أمام المحكمة العامة بشأن تلك الأراضي الموقوفة والمملوكة بحجج استحكام، إذ باشرت أمانة جدة فتح دعوى تقدمت بها على صك شرعي، أصدرته كتابة عدل جدة على مساحة كبيرة تبلغ 347.341 متراً مربعاً. وتضمنت الدعوى اعتراضاً بأن الإجراء الذي تم بخصوص تلك المساحات من الأراضي يُعد مخالفاً للتعليمات والأوامر العليا التي تمنع استخراج حجج الاستحكام على الأرض الفضاء بمساحات كبيرة، إلا بعد الاستئذان من جهات عليا. يُذكر أن تعميماً صدر لجميع المحاكم وكتابات العدل خلال الأعوام الماضية، حول موافقة الجهات العليا على ما صدر من الجهات المختصة من أن المقصود في ضواحي المدن والقرى الرئيسة هو جميع الأراضي الواقعة خارج حدود التنمية العمرانية المعتمدة من مجلس الوزراء. وتضمنت حيثيات التعميم الصادر عن وزير العدل وقف حجج الاستحكام للأراضي في جدة، وأن يكون نطاقها العمراني ما كان مقرراً عام 1409ه، وذلك حفاظاً على ممتلكات الدولة للأراضي، كونها مخططات حكومية معتمدة.