قالت «منظمة الأممالمتحدة للطفولة» (يونيسيف) إن نحو 1.8 مليون طفل في جنوب السودان لم يتمكنوا من الالتحاق بالمدارس منذ تفجر القتال في البلاد قبل ثلاث سنوات. وأشار تقرير للمنظمة إلى أن 43 في المئة من تلاميذ المدارس الابتدائية و93 في المئة من طلاب المدارس الثانوية تأثروا، ليس بسبب تفجر الصراع في 2013 فقط، ولكن بسبب الفقر أيضاً. ويوضح التقرير أن دولة جنوب السودان بها بعض من أسوأ مؤشرات التعليم في العالم، إذ لا يكمل التعليم الأساسي (الابتدائي) سوى طفل واحد من بين كل عشرة أطفال. وقالت تيزي مافالالا إخصائية التعليم في يونيسيف «للسماح بتوفير فرص تعليمية لأكثر من نصف مليون طفل ومراهق أعمارهم بين ثلاث سنوات و18 عاماً ستطلب يونيسيف وشركاء نحو 75 مليون دولار». واندلع الصراع على السلطة في كانون الأول (ديسمبر) 2013 بين الرئيس سلفا كير ونائبه ريك مشار، واستمر الصراع على أساس عرقي بين قبيلتي النوير والدنكا. وأدى الصراع في جنوب السودان الذي حظي انفصاله عن السودان في 2011 بدعم الولاياتالمتحدة إلى تقطيع أوصال أحدث دولة في العالم. وذكرت لجنة الأممالمتحدة أن نحو 2.3 مليون شخص شردوا منذ اندلاع الحرب في ديسمبر كانون الأول 2013 بينما واجه نحو 3.9 مليون نقصا حادا في الغذاء. وتحت ضغوط من الولاياتالمتحدةوالأممالمتحدة وقوى كبرى وقع كير ومشار اتفاقاً في آب (أغسطس) الماضي لإنهاء القتال الذي أسقط آلاف القتلى. واتفقت الأطراف المتصارعة في كانون الثاني (يناير) الماضي على اقتسام المناصب الوزارية في حكومة وحدة وطنية انتقالية، وفي أوائل هذا الشهر أعاد رئيس جنوب السودان تعيين مشار نائباً له. وتقول «يونيسيف» إن المدارس التي يجب أن تكون مناطق سلام في جنوب السودان إما تحتلها قوات مسلحة أو تعرضت للتدمير. وتوضح أن أكثر من 331 مدرسة أُغلقت أو دُمرت أو تعرضت إلى الاحتلال. وصدر تقرير «يونيسيف» بينما أطلقت حكومة جنوب السودان والمنظمة التابعة للأمم المتحدة المرحلة الثانية من برنامج العودة للتعلم. والتعليم أحد أقل القطاعات التي تحظى بتمويل من التبرعات التي تجمع من نداءات إنسانية. وقالت «يونيسيف» في حزيران (يونيو) الماضي إنه في 2014 تلقى التعليم نسبة 2 في المئة فقط من مبالغ المساعدات الإنسانية. أضافت مافالالا «هذه الأموال سوف تخصص لتوفير منشآت ومواد تعليمية للأطفال الذين ينتظمون في المدارس وأيضاً لاستمرار الخدمات التعليمية للأطفال في المناطق المتضررة من الصراع». وتوفر «يونيسيف» حالياً خدمات تعليمية لأكثر من 370 ألف طفل في جنوب السودان، وتسعى للوصول إلى نحو 600 ألف طفل بموجب برنامجها الجديد.