أكد ملتقى السودان للاستثمار أهمية الإفادة من الموارد والإمكانات الهائلة التي يختزنها السودان، والموقع الاستراتيجي الذي يتمتع به، لاستقطاب الاستثمارات المحلية والعربية والدولية، لا سيما تلك الموجهة لتأسيس صناعات قابلة للتصدير إلى الأسواق العربية والأفريقية المجاورة. ولفت البيان الختامي للملتقى، الذي تلاه وزير الدولة في وزارة المال رئيس اللجنة العليا للملتقى مجدي حسن يس، إلى ضرورة التركيز على أهمية تعزيز العلاقات الخارجية، والانضمام إلى اتفاقات اقتصادية وتجارية واستثمارية جديدة مع الجوار العربي والأفريقي، إلى جانب الاستفادة القصوى من «مبادرة السودان للأمن الغذائي العربي»، والمشاريع الناتجة منها. وثمّن الملتقى، الذي انعقد برعاية وحضور رئيس جمهورية السودان عمر البشير في الخرطوم، العلاقات التاريخية التي تربط جمهورية السودان بالمملكة العربية السعودية، ونوّه بالتطور النوعي الكبير الذي تشهده، وضرورة العمل على تعزيزها، بما في ذلك تخصيص جهة مُحدَّدة لمتابعة الاستثمارات السعودية في السودان. وشدّد على ضرورة تكاتف الجهود لتحقيق البرنامج الخماسي للإصلاح الاقتصادي 2015 - 2019، والدور المحوري للقطاع الخاص لتحقيق هذا البرنامج. وشهد الملتقى مشاركة كبيرة من مسؤولي الصناديق والمؤسسات التمويلية الإسلامية والعربية والأفريقية والدولية، والوزراء المعنيين بالشأن الاقتصادي في السودان، وحشد من رجال الأعمال والمستثمرين المحليين والعرب والأجانب تجاوز عددهم الألف مشارك، تقدّمهم وزير المال السعودي إبراهيم العساف كضيف شرف، على رأس وفد من مسؤولي المؤسسات التمويلية وشركات القطاع الخاص السعودية التي لديها مشاريع في السودان، أو تلك الراغبة في دخول مجال الاستثمار في السودان. ورحب البيان بجهود الحكومة في مجال تحسين بيئة الاستثمار، والتشديد على أن عملية الإصلاح الاقتصادي ومعالجة التحديات وتوفير الحوافز وتبسيط الإجراءات، عملية مستمرة تتطلّب مزيداً من الخطوات، على رأسها مراجعة القوانين المنظِّمة للاستثمار، بما فيها قانون العمل السوداني. وشدّد على أهمية التركيز على التنويع الاقتصادي وتسريع عجلة الصناعة واستخدام التقنيات الحديثة، وتطوير الاستثمار وجذبه إلى قطاعات الزراعة والثروة الحيوانية والتصنيع الغذائي والمعادن والنفط والغاز، وتأكيد أهمية المناطق الحرة، ودورها على صعيد التكامل الاقتصادي الإقليمي، وضرورة الإسراع في تشييدها وجذب الاستثمارات إليها. ودعا إلى تطوير البنية التحتية لجذب الاستثمارات، وتأكيد دور القطاع الخاص في تطويرها بالشراكة مع القطاع العام، وتطوير الموانئ ومشاريع الطاقة والتركيز على استخدام الطاقة المتجدّدة. وشهدت الجلسة الختامية للملتقى، الذي نظمته وزارة المال والتخطيط الاقتصادي ووزارة الاستثمار و «الصندوق السعودي للتنمية» و «المؤسسة العربية لضمان الاستثمار» و «مجموعة الاقتصاد والأعمال»، مداخلات للعساف ووزير المال والتخطيط الاقتصادي السوداني بدر الدين محمود عباس. وأعلن عن تشكيل لجنة لمتابعة الاستثمارات السعودية في السودان برئاسة وزير الدولة في وزارة الاستثمار السودانية أسامة فيصل السيد.