تحول حلم منيف نايف إلى حقيقة وأصبح دخول «الملعب» واقعاً بين عينيه، وعلى رغم أن قلبه الصغير يخفق من شدة الفرح، فإنه ظل يردد: «أنا مستانس»، اختلطت مشاعره ما بين فرح وحزن، وفي زحام أسئلة إذ يتلقى سؤالاً من كل جهة ويجيب بسعادة وهو يردد في داخله: «لقد تحقق الحلم»، أحس منيف بأن الأحلام التي يحلم بها الصغار ستتحقق بسرعة البرق، ويضحك قائلاً: «الملعب كان حلماً منتظراً وكبيراً بالنسبة لي، وبخاصة أني أحب الكرة وأشجع فريقاً قوياً، واختيارهم لنا اليوم، كوننا أبناء الأبطال شهداء الواجب، يشكرون عليه، ولا بد أن ندعمهم ويدعمونا بكل شيء، وحين أذهب إلى مدرستي بعد تحقق الحلم سأخبرهم بكل تفاصيل يومي منذ دخولي وسلامي على أبينا الأمير متعب بن عبدالله، إلى تقبيل رأس والدنا ولي العهد الأمير محمد بن نايف». (يبتسم) «الحمد لله كل شيء تحقق كما كنت أحلم، وسأعود من الملعب لتقبيل رأس أمي». الأم هي الصدر الحنون لأطفالها، مثل الوطن يحتضن أبناءه ويحميهم، ولأن رجال الوطن يشاركون في حمايته والدفاع عنه، تم اختيار أبناء شهداء الواجب، الذين منحوا هذا الوطن كل لحظة من حياتهم للحفاظ عليه، لتكريمهم ودعمهم بزيارة الملعب ولقاء راعي المباراة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف. بدوره، يعتبر غازي البقمي دخول الملعب حلماً، مثل صديقه منيف، إلا أنه يرى أن الأحلام ليست جميعها تتحقق، ولكن الملعب من أكبر الأحلام التي لم يتوقعها أن تتحقق، ويدخل بسعادة ويختار مكانه ويشجع بحماسة. من جانبه، يردد فيصل الحربي: «سأشكرهم جميعاً»، ولا ينسى شكر والدته التي أسهمت بدعمه وتشجيعه، يقول: «أشكر الذين اختاروني، وأحب أن أعبر عن مشاعري بفرح، واليوم الذي سأدخل فيه الملعب وألتقي ولي العهد يوم مهم وهو من أسعد أيام حياتي، سأكتبه حتماً في تاريخي، وأخبر مدرستي بكل اللحظات التي عشتها، سأدون كل شيء وأضعه درعاً تكريمياً لكل من يقف معنا». التكريم بالنسبة لمالك الرخيص «لحظة من ذهب»، وهو الأمر الذي يجعله يهتم بالآخرين كثيراً، يقول: «اليوم كرمونا بزيارة الملعب ولقاء ولي العهد، وكرمونا جميعاً، وهذا التكريم سيكون وساماً أضعه على صدري دوماً، وبالنسبة إلى دخولي الملعب فأنا لا أستطيع أن أصف مشاعري الجميلة والحماسة التي تخفق في قلبي من فرحته، ولأنني للمرة الثانية أدخل الملعب، إلا أنني أحس بأنها المرة الأولى، لأن طعم دخوله اليوم مختلف تماماً، وحينما أكبر سأصبح عسكرياً وأدافع عن وطني، وأشكر الجميع على جهودهم». ويضحك محمد الشهري من شدة السعادة، ولا يستطيع وصف المشاعر التي في قلبه، ويعلق: «قلبي صغير، ولكن مشاعري اليوم بدخولي الملعب للمرة الثالثة كبيرة جداً، ليس لأني سأدخل الملعب فقط، بل لأنني سألتقي ولي العهد وأقبل رأسه بفرح، وأنا فخور جداً بنفسي ووطني، وحينما أكبر سأصبح جندياً مثل والدي، وأكمل المسيرة بقوة وعزم وإصرار». ويشارك بسام الحربي شقيقه فيصل الأمنيات، لكنه منذ أن تم اختياره بدأ يرتب ويجهز، ماذا سيرتدي لهذا اليوم؟ فالأحلام الصغيرة التي يحلم بها الصغار - كما يقول - من الصعب أن تتحقق، ولكنها اليوم تحققت: «أحس اليوم بأنني مسرور جداً، وسأشكر الجميع على كل ما بذلوه لنا». أما ناصر القطاني فإنه سيصفق بقوة ويركض مع اللاعبين بحماسة، ولو كان بإمكانه اللعب لحقق الكثير من الفوز. يضحك قائلاً: «كنت ألعب الكرة وما زلت لاعباً جيداً، واليوم وأنا في الملعب سأحقق حلمي الثاني وأتعلم أكثر وأشجع نفسي كثيراً، وحينما أكبر سأمارس هوايتي وأصبح عسكرياً وأحمي وطني مثل والدي، وأحب أن أشكر الجميع لاختيارهم لنا ومشاركتنا معهم». الاختيار ليس صعباً بالنسبة إلى تركي السبيعي، الذي وافق على الفور حينما تم اختياره مع زملائه لدخول الملعب والمشاركة بحماسة، كما يقول: «إن الاختيار والمشاركة أمران مهمان، ونحن الأطفال لا بد أن نكون فخورين بهذا الأمر، الذي يتحقق لنا منذ دخولنا الملعب، وتصفيق الجمهور، ولقاء ولي العهد وتقبيل يديه، وشكر الجميع على كل الجهود التي بذلت لنا». لا ينسى خالد العطاوي شكر الجميع، ولكنه سيركض فرحاً حينما يكون على أرضية الملعب الخضراء التي كان يشاهدها خلف التلفزيون، ولم يتوقع أن يتحقق حلمه في يوم من الأيام، ويردد بسعادة: «سأركض بسعادة وأخبر الجميع عن الملعب الأخضر، واللاعبين، والناس، والتشجيع، والحماسة، الذي كنا نشاهده بالتلفزيون كيف حدث واقعاً، والأهم لقاء ولي العهد والسلام عليه». ومن جانب آخر، يقول العقيد فهد الشريف: «إن هناك توجيهات من قيادتنا بالاهتمام بأبناء الشهداء وأسرهم وذويهم، وهذا من الدعم المعنوي لهم كي يشعروا بأنهم غير منسيين، وأن آباءهم ضحوا من أجل وطنهم الغالي». مشيراً إلى أن الأطفال من منسوبي الحرس الوطني، وهم طلبة المرحلة الابتدائية، إذ سيلتقون وزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله، ويتناولون معه وجبة الغداء، ومن وثم سيتم انتقالهم إلى الملعب لمقابلة راعي المباراة ولي العهد.