احتفلت مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة، والجامعة اللبنانية الأميركية (LAU) بالعام الأول على تحوّل مبنى دار علي حمود الأثري في صيدا القديمة (جنوبلبنان) الذي وقفه صاحبه قبل أكثر من قرنين، لجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في صيدا، إلى «أكاديمية القيادة والتواصل الخارجي» في تجربة فريدة للشراكة بين المؤسسة والجامعة. وتتوزع الأكاديمية على 14 غرفة ومكتباً إدارياً رئيساً وفناء خارجياً ضمن الدار. ويعتبر دار «علي حمود» الأثري في صيدا القديمة، تحفة نادرة في فن العمارة العربية والإسلامية، ويُعدّ واحداً من المباني الأثرية الرائعة في القرن السابع عشر الموجود في زواريب المدينة القديمة التي نقشتها يد الفنان المعماري العربي والإسلامي. وفي شباط (فبراير) 2015 أطلقت مؤسسة الحريري والجامعة اللبنانية الأميركية مشروع تعاون مشترك في مبنى دار حمود بتأسيس أكاديمية التواصل والقيادة – مركز علا للتدريب المستدام وبناء القدرات. وعلى مدى عام كامل منذ تأسيسه شهد المبنى 124 ورشة عمل تدريبية شارك فيها 2640 متدرباً وتحولت أكاديمية «علا» إلى خلية نحل لا تهدأ. تميزت احتفالية أكاديمية علا بحضور رسمي وسياسي واسع ومتنوع تقدمه الرئيس فؤاد السنيورة، النائب ميشال موسى، والمنسقة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ. واعتبرت النائب بهية الحريري في كلمة لها خلال الحفلة «أننا لا نستطيع أن نحقّق الأمن والاستقرار والتّقدّم إلا في بعث الأمل في نفوس كلّ اللبنانيين وكلّ الأجيال لتستعيد صلتها بالحياة المتوازنة والمعاصرة وألاّ يشعر أحد بالتّهميش والإقصاء على المستوى العلمي والعملي والثقافي والاقتصادي لتحقيق الأمن الإنساني بكلّ أسبابه وغاياته». وقالت: «نحتفل اليوم بالنجاح في زمن الفشل... وبالقيادة والتّواصل في زمن تقطع الأوصال... وبالتّدريب على مهارات القيادة في زمن العنف والضياع... وبإعادة تجديد الإدارات العامة في زمن التّعطيل والانهيار...». من جهته أكد رئيس الجامعة الدكتور جوزيف جبرا أهمية الشراكة ما بين الجامعة ومؤسسة الحريري خدمة لجميع شرائح وفئات المجتمع المدني. وقال: «هي شراكة مثمرة وشراكة قوية تحركها قواسم مشتركة لوحدة هدف وهي خدمة المجتمع المدني، وتمكين وتعليم والتزام بتعليم كل طبقات المجتمع». يذكر أن الدار أقيم في الأصل سكناً لعائلة علي الحمود، ومن ثم أقام فيه والي صيدا أسعد باشا العظم خلال الفترة الممتدة بين 1730 و1734، ومن ثم أصبح في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وقفاً ل «جمعية المقاصد الإسلامية» التي أنشأت فيه مدرسة لتعليم الصبيان والبنات حتى منتصف القرن العشرين. وبعد انتقال المدرسة إلى مكان آخر، وخلال الحرب الأهلية والفوضى التي وقعت في لبنان، أقامت في المبنى عشرات العائلات المهجرة. ومن ثم أخلي من المهجرين بعد انتهاء الحرب ليبدأ التفكير جدياً بعملية ترميمه، وقد أطلقت «مؤسسة الحريري» فيه أواخر التسعينات «بيت المختبر» لتعليم عدد من أبناء المدينة القديمة وطلاب الجامعات على تقنيات الترميم. وقامت مؤسسة الحريري وبناء لعقد وقع عام 1997 مع جمعية المقاصد في صيدا بورشة ترميم شاملة وإعادة تأهيل للمبنى حيث عمل فريق متخصص بالعمارة العربية الإسلامية من المؤسسة على إعادة المبنى إلى وضعه الأساسي من الناحية الأثرية.