أطلق مسلح اسرائيلي النار على فلسطينييْن وأصابهما اصابات خطرة بعدما طعنا مستوطنيْن وأصاباهما بجراح في نقطة استيطانية وسط الضفة الغربية امس. وقالت الشرطة الاسرائيلية ان اصابة الفلسطينيين «بالغة الخطورة»، ونقلا الى مستشفى هداسا في القدس الغربية. وقال جهاز الاسعاف الاسرائيلي ان احد المستوطنين وعمره 21 سنة، اصيب اصابة متوسطة، وإن الثاني وعمره 35 سنة اصابته بالغة. وأوضحت الناطقة باسم الشرطة لوبا السمري في بيان ان الفلسطينييْن «تسللا الى متجر (رامي ليفي) في منطقة شاعر بن يامين الصناعية الاستيطانية قرب مدينة رام الله وطعنا مستوطنيْن، وقام اسرائيلي مسلح في المكان بإطلاق النار تجاه المهاجمين والسيطرة عليهما». «الضغط على الزناد» ويأتي اطلاق النار على المهاجمين في وقت صدرت دعوات الى عدم استخدام القوة المفرطة ضد المهاجمين الفلسطينيين، اذ اعلن وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعالون دعمه المطلق لدعوة رئيس هيئة أركان الجيش الجنرال غادي أيزنكوت أول من أمس، للإسرائيليين بعدم «إفراغ رصاصهم على من يحمل مقصاً للطعن». وطالب يعالون الإسرائيليين بالتحلي بالصبر والأخلاق على أن «لا تكون اليد سهلة على الزناد». وقال يعالون في محاضرة أمس إنه «في مواجهة الإرهاب، وعندما يحاول شخص أن يعرض حياتنا إلى الخطر، يجب المسّ به، لكن مع ذلك شرط أن لا نكون متبلدي الحس... ممنوع أن يكون الإصبع سهلة في الضغط على الزناد وننفلت بداعي أن الدم يغلي، بل يجب التصرف ببرود أعصاب وبروية وعدم المس بأبرياء كي لا نفقد صورتنا الإنسانية وأخلاقنا». وتابع محذراً: «ويل لنا إذا لم نحافظ على ذلك جنوداً وأفراد شرطة وبشراً... علينا الانتصار لكن أن نبقى بشراً... ممنوع إفراغ الغرائز على الأطفال والنساء والعاجزين عن الدفاع عن أنفسهم... ومثلما حسمنا حروباً سابقة، سنعرف أيضاً كيف نحسم الموجة الحالية، لكن ذلك لا يتحقق بضربة واحدة قاضية». وجاءت تصريحات يعالون رداً على التهجم على رئيس هيئة الأركان من جانب نواب من حزب «البيت اليهودي» المتطرف لقوله إن التعليمات للجنود بإطلاق النار واضحة وكافية وصحيحة، ولا يمكن الجيش أن يطلق شعارات مثل «من استيقظ لقتلك بكِّر واقتله (من التوراة)... لا أريد أن أرى جندياً يفرغ ذخيرته على شابة تحمل مقصاً، وعلى الجندي أن يتحرك فقط في حال تعرضت حياته لخطر حقيقي». ولم يرق لنواب «البيت اليهودي» استخدام أيزنكوت الآية التوراتية، معتبرين ذلك «استخفافاً بأحد أهم القيم في الديانة اليهودية التي أورثناها للعالم». كما لم ترق تصريحات أيزنكوت لقيادة الشرطة التي اعتبرت أوساطها أن التهمة الموجهة الى أفرادها أيضاً ليست دقيقة، وأن أفراد الشرطة «مدربون في كيفية إحباط هجمات مسلحة، وأنه «إذا أمكنهم تحقيق ذلك من دون إطلاق نار فإنهم لا يترددون، لكن عليهم اتخاذ القرار خلال ثانية وليس من غرفة مكيفة». يذكر أن منظمات حقوقية اعتبرت إطلاق النار على فلسطينيين حاولوا طعن إسرائيليين أو طعنوهم، بحسب الرواية الإسرائيلية، «إعداماً ميدانياً بلا محاكمة»، بعد أن أثبتت أشرطة فيديو كثيرة أنه تم قتل أبرياء كثيرين لمجرد الاشتباه بسحنتهم العربية. كما نشرت أشرطة أخرى تشير بوضوح إلى قتل من نفذ عملية طعن بإفراغ الرصاص فيه حتى بعد شل حركتهم. كما ناشدت حكومات ومنظمات دولية الحكومة الإسرائيلية إعطاء التعليمات للجنود وأفراد الشرطة بالكف عن هذه الإعدامات.