طغى التخطيط لمرحلة ما بعد النفط على «منتدى رابطة الدول المستقلة» الذي انطلق في دبي أمس، في حضور أكثر من ألف مسؤول ورجل أعمال ومستثمر من الخليج والدول الأعضاء في الرابطة، في محاولة للاستفادة من الواقع المتغير للتعاون الاقتصادي في دول الرابطة، وطرق التجارة القديمة والفرص المستقبلية والتحالفات الجديدة في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، والتمويل الإسلامي، وطاقة المستقبل، وتطوير ممر للنقل والخدمات اللوجستية بين الشمال والجنوب. وناقش المنتدى الذي يستمر يومين، التحديات ومجالات التعاون، إضافة إلى تعزيز دور الاستدامة في الدول المنتجة للنفط في منطقة الخليج ورابطة الدول المستقلة، عبر بحث إمكان تطوير مصادر بديلة للطاقة في فترة ما بعد النفط. وأكد المشاركون أن منطقة الخليج تتمتع بفرص هائلة لجهة تطوير طرق التجارة والاستثمار المنبثقة من طريق الحرير بين الشمال والجنوب، على اعتبار أن من شأن هذه الطريق ان تربط دول المنطقة عموماً ودولة الامارات خصوصاً بموسكو ودول الاتحاد الأوراسي، وهي مجموعة أسواق تضم نحو 350 مليون شخص، ويصل ناتجها المحلي الإجمالي إلى تريليون دولار، ما تعتبر منطقة مهمة تقع بين أوروبا وآسيا ومنطقة الخليج، وتضم في عضويتها 12 دولة من الاتحاد السوفياتي السابق. وقدر المشاركون في المنتدى إجمالي التجارة غير النفطية بين دول منطقة الخليج ودول الرابطة بنحو 15.10 بليون دولار عام 2011، ارتفعت إلى 20.8 بليون عام 2014، وتجاوزت 7 بلايين دولار خلال النصف الاول من العام الماضي. وأكد وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي، أن بلده يتطلع إلى الاستفادة من «طريق الحرير» وتوطيد العلاقات الاقتصادية والإستثمارية مع «رابطة الدول المستقلة»، حيث توجد أسواق الاتحاد السوفياتي السابق والتي أثمرت تحالفات اقتصادية وتجارية جديدة مع كل المناطق المجاورة وغير المجاورة، بدءاً من الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، وصولاً إلى الدول الواقعة على «طريق الحرير». وأشار إلى أن الإمارات «تعمل مع الدول التي تعتمد على الموارد الطبيعية لوضع خطط طويلة الأمد لمرحلة ما بعد النفط، وترسيخ العلاقات الاقتصادية مع الدول التي تعتمد على الموارد الطبيعية، لوضع خطط تطوير اقتصاداتنا بعيداً من النفط». ونصح الوزير الاماراتي دول الرابطة وغيرها من الدول المنتجة للنفط، بأن تستفيد من «براميل النفط في الصناعات المختلفة، مثلما فعل كل من أميركا وكندا، إضافة إلى تطوير قواعد منظمة للاستثمار، من خلال قوانين للضرائب وأخرى لحماية المستثمرين، وأن ينسحب تنويع الاقتصاد على تنويع قطاع الطاقة». وأشار إلى أن الإمارات حررت أسعار الوقود بكل شفافية وتبعتها الدول المجاورة بهذه الخطوة عندما بدأت أسعار النفط بالانخفاض. أما رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة دبي ماجد الغرير، فاعتبر أن المنتدى الذي يحمل عنوان «علاقات راسخة، آفاق مستقبلية»، يهدف إلى بناء قاعدة لفتح آفاق جديدة للشركات العاملة في منطقة الخليج مع الدول الأعضاء في «رابطة الدول المستقلة» وآسيا، والاستفادة من الصلات الاقتصادية القديمة مع أعضاء الرابطة. وأكد أن أكثر من 500 شركة من ممثلي دول الرابطة تعمل في منطقة الخليج، لافتاً إلى أن المنتدى سيبحث فرص التمويل الإسلامي والطاقة، والممر اللوجستي بين دول الشمال والجنوب، إضافة إلى البحث عن الفرص الاستثمارية في دول الخليج ودول الرابطة. واستبعد ممثلو الرابطة أن يُترجم الاتفاق بين روسيا والسعودية وفنزويلا وقطر، على تثبيت إنتاج النفط عند مستوى أسعار كانون الثاني (يناير) الماضي. ولفت رئيس شركة «أرجو» الاستثمارية الروسية، إلى ان «هناك صعوبات في تطبيق اتفاق قطر». وأشار إلى أن المرحلة الحالية تشهد تحديات كثيرة، أهمها «تراجع أسعار النفط وتباطؤ الاقتصاد العالمي، لذلك نحن أمام سيناريوات مختلفة، تعتمد على توازن أفضل في قطاعات الاستثمار والتجارة، والتوجه إلى آسيا وتحويل الأنظار إلى منطقة الخليج، والابتعاد عن الاعتماد على الموارد الطبيعية».