اتفقت الهند وباكستان على اطلاق محادثاتهما في إسلام آباد منتصف تموز (يوليو) المقبل، سعياً الى استئناف عملية السلام المتعثرة بين البلدين، وذلك اثر اتصال هاتفي اجراه وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي مع نظيره الهندي س. م. كريشنا أمس. وقال كريشنا: «دعاني وزير الخارجية الباكستاني لزيارة اسلام اباد في 15 تموز. اعتزم زيارة اسلام اباد واتطلع لاجراء المحادثات». ويأتي إعلان الدولتين عن لقاءات وزيري خارجيتيهما، في محاولة من إسلام آباد لتخفيف الضغط الخارجي عليها بعد الاتهامات المباشرة التي وجهتها الإدارة الأميركية لعناصر في «طالبان باكستان» بالتورط في اعتداء نيويورك الفاشل، وتحذير واشنطن لإسلام آباد من عواقب وخيمة في حال لم يشن الجيش الباكستاني هجوماً واسعاً في اقليم شمال وزيرستان القبلي (شمال غرب) الذي يعتقد الأميركيون بأن قادة حركة «طالبان» الافغانية وتنظيم «القاعدة» موجودون فيه. وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ابدت اول من أمس اعتقادها بأن مسؤولين باكستانيين يعلمون مكان اختفاء زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن وزعيم «طالبان» الافغانية الملا محمد عمر وقادة طالبان والقاعدة»، لكنها استدركت بأن «الإدارة الباكستانية تستحق الاحترام على تعاونها غير المحدود مع واشنطن، بينما يملك مسؤولون غير رفيعي المستوى معلومات عن أماكن اختفاء بن لادن والملا محمد عمر. ويشدد الجيش الباكستاني على عدم إمكان شن جنوده هجوماً على شمال وزيرستان خلال الفترة الحالية، بسبب الحاجة إلى تعزيز وجودهم وفرض الأمن والاستقرار في المناطق التي سيطروا عليها في اقليميجنوب وزيرستان ووادي سوات، والحاجة ايضاً إلى عشرات الآلاف من الجنود لشن عملية جديدة، ما يتطلب سحبهم من الحدود مع الهند وكشمير. وهو أمر لا يستطيع الجيش تنفيذه في ظل المناورات الواسعة التي يجريها في تلك المناطق، وكذلك في ظل التوتر المتزايد مع الهند وعدم توصل البلدين إلى حل لخلافاتهما الثنائية. ويرى مراقبون في إسلام آباد أن قيادة الجيش تحاول تأخير أي هجوم على شمال وزيرستان، ما يبرر اعتذاره عن تقديم أي مساعدة لقوات الحلف الأطلسي (ناتو) والقوات الأميركية في أفغانستان في هجومها المرتقب في منطقة قندهار، والذي تتحدث مصادر اميركية وافغانية عن احتمال تأجيله أو إلغائه. ميدانياً، اطلقت طائرات استطلاع اميركية من دون طيار أكثر من 12 صاروخاً على أهداف في منطقة داتا خيل باقليم شمال وزيرستان، ما أدى إلى مقتل 14 متشدداً على الاقل. واعتبر هذا الهجوم الصاروخي الثالث الذي تنفذه طائرات اميركية على مواقع للمتشددين شمال غربي باكستان، منذ تنفيذ الاميركي الباكستاني الاصل فيصل شاه زاد محاولة لتفجير سيارة مفخخة في نيويورك في الاول من الشهر الجاري. وأغارت مروحيات قتالية تابعة للجيش الباكستاني على ثلاثة مخابئ للمتشددين في أوراكزاي، ما اسفر عن مقتل 10 منهم.