كما قيل إن بين الجنون والعبقرية شعرة، يقال إن بين الشعور بالإحباط والاكتئاب شعرة، ويرى كثيرون أن المكتئبين في تزايد مع ارتفاع نسبة انتشار الاضطرابات والتقلبات في المجتمعات التي أملتها الحياة العصرية ووتيرتها المتسارعة، إضافة إلى الظروف والأحداث الأليمة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط. وفيما نشرت «الحياة» في وقت سابق تحذير الاستشاري النفسي الدكتور خالد العوفي من تزايد حالات الاكتئاب في السعودية، داعياً إلى توعية المجتمع بأهمية اللجوء إلى الأطباء النفسيين لمساعدتهم، رأى أستاذ علم النفس التربوي في جامعة طيبة سابقاً الدكتور حسن ثاني أنه (الاكتئاب) «قد يكون منتشراً بصورة كبيرة لكنها ليست واضحة أو ملموسة، وعزا ذلك إلى أن المكتئبين غير مرئيين لانطوائهم وانعزالهم عن المجتمع»، معتبراً أن حالات الانتحار أو محاولته والتهديد به مؤشر على وجود الاكتئاب، في ظل غياب الإحصاءات التي لا نستطيع من دونها تقدير نسب حالات الاكتئاب في المجتمع السعودي. وأشار ثاني في حديثه ل»الحياة» إلى أن «الإحباط والفشل يولدان الشعور بالحزن وهو شكل من أشكال الاكتئاب الذي في جوهره عجز الإنسان عن التكيف مع الإخفاقات، والعجز عن مواجهة الفشل»، لافتاً إلى أن بعض أعراضه تظهر على المريض في «صور إضراب عن الأكل والبعد عن الناس والحياة الاجتماعية والانكفاء على النفس والانطواء والسلبية فيرى كل ما حوله بلون أسود»، وقال عن أسبابه إنها عدة وتختلف من شخص إلى آخر تبعاً لأولويات الأفراد ورغباتهم كعدم الحصول على وظيفة أو زواج أو مسكن أو خسارة في مال وأسهم أو حالات العنف التي تتعرض لها النساء والأطفال. وعرف موقع مجمع الأمل للصحة النفسية في الرياض الاكتئاب أنه «اضطراب نفسي يصيب الإنسان بفقدان الإحساس بالمتعة، إضافة إلى نقص النشاط والإحساس بالخمول والتعب واضطراب النوم والشهية مع الشعور بضآلة الذات ولوم النفس، وفي درجاته الشديدة تفكير المصاب المفرط في الموت والإقدام أحياناً على الانتحار كوسيلة للخلاص». وأشار الموقع إلى أن علاج الاكتئاب يعطي نتائج جيدة تصل إلى 85 – 90 في المئة، يمكن للشخص المصاب بعدها أن يعيش حياة أفضل ملؤها الأمل والنشاط، وينبغي مراجعة الطبيب المختص فور ملاحظة الأعراض. وبحسب موقع الجمعية السعودية لطب الأسرة يصيب الاكتئاب 17 في المئة من البشر في مرحلة ما من مراحل العمر، كما أن نسبة إصابة النساء تعادل ضعف ما هي عليه عند الرجال، وذكر أن السبب الفعلي للاكتئاب غير معروف، ويعتقد الأطباء أن سببه يعود إلى عدم التوازن الكيميائي في الدماغ أو تأثير الأحداث في حياة الإنسان خاصة وفاة الأحياء والطلاق أو الانتقال من المسكن أو خسارة مال أو فقدان عزيز. من جانبه، أفاد المعالج بالرقية الشرعية عبدالعزيز النوفل أن «كل إنسان يحتاج إلى القرآن الكريم، وأن الرقية تعالج الاكتئاب وحالات ضيق الصدر والكثير من الأمراض»، مبيناً أن له جانبين الشفاء والرحمة كما ورد في القرآن، وأن الإنسان قد لا يجد الإنسان الشفاء لكن يجد الراحة والطمأنينة بعد قراءة القرآن، مؤكداً عدم تقليله من أهمية العلاجات الأخرى.