أعلنت أنقرة تأييدها لتدخل عسكري بري في سورية، تزامناً مع استمرارها في قصف مواقع الأكراد لليوم الرابع على التوالي في شمال البلاد، صرح رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك، بأن القصف الروسي يترك «أملاً ضئيلاً» في إحلال السلام في سورية. وجاء الإعلان التركي بعدما شهدت الأيام الماضية تصعيداً في اللهجة بين موسكو الداعمة لنظام الرئيس بشار الأسد والتي تكثف غاراتها الجوية على المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة السورية، وأنقرة الداعمة للمعارضة والرافضة أي توسع كردي على مقربة من حدودها. وقال مسؤول تركي كبير الثلثاء: «نريد عملية برية مع حلفائنا الدوليين. من دون عملية على الأرض من المستحيل وقف المعارك في سورية»، لكنه أكد في الوقت ذاته أنه «لن تكون هناك عملية عسكرية تركية أحادية الجانب في سورية». ويأتي ذلك بعد ثلاثة أيام على إعلان رئيس الحكومة التركية أحمد داود أوغلو استعداد بلاده للمشاركة في عملية برية إلى جانب السعودية ضد المتطرفين في سورية. وأكد كل من أنقرة والرياض أن السعودية أرسلت طائرات حربية إلى قاعدة أنجرليك العسكرية في تركيا، والتي تعد أهم قاعدة لقوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن ضد تنظيم «داعش». ومن داخل أراضيها المتاخمة للشمال السوري، واصلت أنقرة الثلثاء قصف مواقع تحت سيطرة الأكراد في ريف حلب الشمالي من دون أن تتمكن من منعهم من التقدم شرقاً. وقصفت المدفعية التركية فجر الثلثاء مدينة تل رفعت التي وقعت تحت سيطرة «قوات سورية الديموقراطية»، وهي تحالف كردي عربي أبرز مكوناته «وحدات حماية الشعب الكردي». وبذلك، تكون الفصائل المقاتلة المعارضة للنظام، وبينها مجموعات إسلامية، خسرت أحد معاقلها الثلاثة في ريف حلب الشمالي. ولا تزال الفصائل تسيطر على أعزاز شمالاً الأقرب إلى الحدود التركية ومارع شرقاً. وأعلنت تركيا الإثنين أنها لن تسمح بسقوط أعزاز في أيدي الأكراد. ومنذ بدء القصف التركي، تدور حرب تصريحات بين تركيا وروسيا. وقال داود أوغلو الثلثاء: «منذ أيلول (سبتمبر) تقصف هذه الطائرات (الروسية) الهمجية والغاشمة والجبانة سورية من دون أي تمييز بين المدنيين والأطفال والعسكريين»، وذلك غداة اتهامه موسكو بأنها تتصرف ك «منظمة إرهابية». وتوعد برد حاسم إذا استمر القصف. وأعرب وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو لنظيره الفرنسي جان - مارك إرولت عن «استيائه» من دعوة باريس إلى وقف الغارات التركية على القوات الكردية في سورية. وقال مصدر تركي أن جاويش أوغلو أعرب خلال اتصال هاتفي بوزير الخارجية الفرنسي مساء الإثنين، عن استيائه من التصريحات الفرنسية، مذكراً بأن تركيا «تقاتل العناصر الإرهابية في سورية». ودعت فرنسا الأحد إلى «وقف فوري لعمليات القصف» في سورية، سواء تلك التي ينفذها الأتراك على المواقع الكردية، أم التي تقوم بها دمشق وروسيا في كل أنحاء البلاد.