أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس، أن طائراتها نفّذت 444 طلعة فوق سورية في الفترة من 10 إلى 16 شباط (فبراير) الجاري، وضربت 1593 هدفاً، في إطار دعمها قوات النظام. وقالت الوزارة إن من سمتهم «إرهابيين» في محافظتي إدلب وحلب السوريتين ما زالوا يتلقون أسلحة وتعزيزات من الأراضي التركية، وفق وكالة «إنترفاكس». وأكدت الوزارة أيضاً أن تركيا أطلقت حملة قصف عنيف بالمدفعية ضد القوات الحكومية السورية و «المعارضة الوطنية» السورية، في إشارة على ما يبدو إلى «قوات سورية الديموقراطية» التي يهمين عليها الأكراد والتي تعرضت بالفعل لقصف تركي في الريف الشمالي لمحافظة حلب قرب الحدود مع تركيا. وقالت الوزارة أيضاً إن ليس ضمن الأسطول الروسي في بحر قزوين زوارق يمكن أن تنطلق منها صواريخ «باليستية» مثل التي ضربت مستشفى في شمال سورية. وفي هذا الإطار، نفى الكرملين أيضاً «بشكل قاطع» الاتهامات المتعلقة بقصف الطيران الروسي مستشفيات في شمال سورية، ما أدى إلى سقوط نحو خمسين قتيلاً. وقال الناطق باسمه ديمتري بيسكوف: «مرة جديدة ننفي بشكل قاطع مثل هذه الادعاءات، خصوصاً أن الذين يدلون بهذه التصريحات لا يتمكنون أبداً من إثباتها». وأعلنت الأممالمتحدة الإثنين «مقتل نحو خمسين مدنياً بينهم أطفال، إضافة إلى العديد من الجرحى» في خمس مؤسسات طبية «على الأقل» ومدرستين في حلب وإدلب بشمال وشمال غربي سورية في قصف رجّح المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه روسي. من جهتها، أعلنت منظمة أطباء بلا حدود أن ما لا يقل عن سبعة أشخاص قُتلوا وثمانية فُقدوا إثر تعرّض مستشفى سوري مدعوم منها في منطقة معرة النعمان في محافظة إدلب للقصف. لكن بيسكوف رد على الاتهامات بوقوف طائرات بلاده وراء ضرب المدارس وقال: «تجب العودة للمصدر الأساسي، وفي هذه الحال بالنسبة إلينا المصدر الأوّلي للمعلومات هم الممثلون الرسميون السوريون». وأضاف أن هؤلاء «أدلوا بعدد من التصريحات اليوم حول هذا الموضوع وكرروا مواقفهم حول من يمكن أن يكون وراء هذا القصف»، في إشارة مباشرة إلى تصريحات السفير السوري في موسكو رياض حداد الذي اتهم الطيران الأميركي ب «تدمير» مستشفى في إدلب، مؤكداً أن «الطيران الروسي ليس له أي علاقة بهذا الأمر». في غضون ذلك، واصلت موسكو، أمس، حملتها القوية ضد القصف التركي لمواقع في شمال سورية، واتهمت الخارجية الروسية أنقرة ب «تقديم دعم مباشر للإرهاب الدولي وانتهاك القرارات الدولية وتسهيل مرور الإرهابيين مع أسلحتهم عبر الحدود»، وفق ما قالت الناطقة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا. وأكد ديبلوماسيون روس أن موسكو تأمل في أن يعطي مجلس الأمن تقويماً دقيقاً للوضع، ما يسمح بوقف النشاط العسكري التركي استباقاً لأي تحركات برية يجري التلويح بها. وسخرت زاخاروفا من «تهويل وسائل الإعلام الغربية» في الحديث عن الملفات الإنسانية في سورية، وخصوصاً ما يتعلق بنتائج الضربات الجوية الروسية على ريف حلب، وتساءلت: «أين كانت وسائل الإعلام تلك على مدى 4.5 سنوات؟ ولماذا لم تثر الملف الإنساني سوى الآن؟». إلى ذلك، ذكر موقع «أفياتسيا» الروسي المتخصص بالطيران، أن الجيش الروسي أرسل إلى سورية طائرة استطلاع حديثة من طراز «تو-214 آر» تحمل حزمة من الأجهزة الإلكترونية المتقدمة. وأوضح الموقع نقلاً عن بيانات برنامج مراقبة الطائرات «Flightradar24» أن طائرة استطلاع روسية تحمل الرقم «RF-64514» أقلعت من المطار التابع لمؤسسة بناء الطائرات في مدينة كازان وعبرت بحر قزوين والمجال الجوي الإيراني والأجواء العراقية جنوببغداد، ومن ثم دخلت المجال الجوي السوري وهبطت في قاعدة حميميم الجوية بريف اللاذقية. وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت في وقت سابق من الشهر الجاري تكثيف العمليات الاستطلاعية في منطقة الشرق الأوسط كافة لمراقبة الوضع حول سورية وخصوصاً تحركات الجيش التركي على الحدود.