تستعد كويزون، إحدى ضواحي العاصمة الفيليبينية مانيلا، إلى مواجهة العنف ضد المرأة باستخدام أداة تشاركية تُعنى بحماية النساء والفتيات من العنف اللفظي والجسدي، استجابة لمبادرة «مدن آمنة» التي أطلقتها هيئة الأممالمتحدة. ترتكز فكرة الأداة التشاركية ترتكز قيام أشخاص بالسير في الأحياء والأماكن العامة والأزقة والحدائق والأسواق، وتقييم نسبة الأمن المتوفرة في تلك الأماكن ورصد أبرز الوسائل التي يمكن تفعيلها لحماية المرأة من التحرش بأنواعه وجعله جريمة يعاقب عليها القانون. وتأتي مبادرة هيئة الأممالمتحدة في محاولة منها لإقناع المزيد من السكان المحليين في المشاركة بجعل العالم أكثر أمناً للنساء. وفي العام 2009، أطلقت «المنظمة الدولية للنساء في المدن» غير الربحية، ومركزها في مدينة مونتريال الكندية «برنامج المدن الشامل للنساء»، وهو برنامج مبتكر يهدف إلى إشراك النساء والفتيات في إنشاء مدن أكثر أمناً. ويطبق هذا البرنامج منظمات شريكة في أربع مدن، هي «جاغوري» في العاصمة الهندية نيو دلهي، و«المركز الدولي وشبكة المعلومات حول الجريمة» في دار السلام بتنزانيا، و«شبكة النساء وأماكن الإقامة» في روزاريو بالأرجنتين، و«منتدى المعلومات للمرأة المستقلة» في بيتروزافودسك بروسيا. ويركز البرنامج على الظروف الأمثل التي تحمي النساء والفتيات من التعرض إلى خطر العنف في المناطق الحضرية. وتعمل «المنظمة الدولية للنساء في المدن» وشريكاتها من النساء والفتيات في إجراء أبحاث مشتركة مثل استطلاعات الرأي العام في الشوارع والتدقيق في سلامة الأحياء، وإجراء مناقشات جماعية لجمع تجاربهن أو أفكارهن حول المخاوف الرئيسية التي تتعلق بالسلامة في مجتمعاتهن الأهلية، مثل سوء إنارة الشوارع وتصدع الأرصفة وغياب إشارات السير، ووجود تجّار المخدرات وعصابات الشباب، وغيرها من الأمور التي تجعل النساء يشعرن بالخوف وعدم الأمن خارج منازلهن. وباستخدام المعلومات المستقاة من النساء والفتيات، تُفعل «المنظمة الدولية للنساء في المدن» مع شركائها خططاً للتدخل وتحسين الأوضاع. وفي العاصمة الهندية، طلبت سلطات بلدية المدينة من الرئيسة الهندية ل«صندوق الأممالمتحدة الائتماني» إعادة تصميم الطرق لجعلها أكثر أمناً للنساء، وهذه هي المرة الأولى التي يجري فيها تضمين مخاوف تتعلق بسلامة النساء في التخطيط الحضري في البلاد. وقامت هيئة الأممالمتحدة بإشراك بعض الدول مثل الأردن ولبنان وسورية والعراق وتركيا في تنفيذ هذه المساحات الآمنة. وطالبت «منظمة حرية المرأة» الحكومة العراقية بتوفير مناطق آمنة للنساء في بعض المدن التي تحررت من سيطرة الجماعات المتطرفة. وتأمل المنظمة أن يلتزم العراق بالاتفاقات التي وقع عليها مع الأممالمتحدة والتي تهدف لحماية المرأة وتمكينها في مناطق النزاعات المسلحة.