أعربت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل أمس (الاثنين) في مقابلة أجرتها معها صحيفة "شتوتغارتر تسايتونغ" الألمانية، عن تأييدها لإقامة منطقة حظر طيران في سورية، حيث يمكن توفير مكان آمن لاحتضان اللاجئين. وأضافت في المقابلة التي من المقرر نشرها اليوم أنه "في ظل الوضع الراهن، سيكون من المفيد وجود منطقة هناك لا ينفذ فيها أي من الأطراف المتحاربة هجمات جوية، وبالتالي منطقة حظر طيران بشكل ما". واعتبرت مركل التي سبق أن رفضت فكرة المنطقة الآمنة، أن اتفاق مؤيدي الرئيس السوري بشار الأسد ومعارضيه على إقامة المنطقة سيكون أمراً "مفيداً"، مؤكدة في الوقت نفسه عدم إمكان التفاوض مع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) المتطرف. ودعت تركيا مرارا إلى إنشاء منطقة آمنة في شمال سورية، لكن الولاياتالمتحدة ودولا أخرى أعضاء في "حلف شمال الأطلسي" (ناتو) تشعر بالقلق خشية أن يتطلب الأمر مراقبة دولية قد تضعهم في مواجهة مباشرة مع الأسد وحلفائه. وكانت مركل حذرت أنه إذا لم يتم ضمان الأمن فقد يواجه اللاجئون خطر التعرض إلى مذابح على غرار ما حدث في سربرنيتشا، حيث قتلت قوات صرب البوسنة نحو ثمانية آلاف رجل وطفل من المسلمين العام 1995. وتحاول تركيا التي تستضيف بالفعل 2.6 مليون لاجئ سوري، إبقاء أحدث موجة للاجئين على الجانب السوري من الحدود لأسباب منها الضغط على روسيا لوقف دعمها للقوات الحكومية السورية قرب مدينة حلب. وقالت مركل إن الغارات الروسية حول حلب تتسبب "في تعقيد كل شيء أكثر وأكثر"، متفهمة موقف الحكومة التركية. وتابعت أنه "بوسعي أن أتفهم تماما انتقاد السياسيين الأتراك لنا لعدم قدرتنا على توضيح سبب عدم استقبال لاجئين في أوروبا بينما نحضهم في الوقت نفسه على إبقاء الحدود التركية مفتوحة أمام المزيد من اللاجئين السوريين". وكانت صحيفة "راينيش بوست" الألمانية نقلت عن مصادر من مكتب العمل الاتحادي قولهم إن الحكومة الألمانية تتوقع وصول 500 ألف لاجئ إلى ألمانيا هذا العام. وأوردت الصحيفة في نسخة مسبقة من المقرر إصداره اليوم، أن وزير الداخلية الألماني توماس دي مايتسيره أبلغ رئيس المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين ومكتب العمل الاتحادي فرانك يورغن وايز بالاستعداد إلى تدفق هذا العدد في العام الحالي. ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من وزارة الداخلية الألمانية. يذكر انه وصل نحو 1.1 مليون لاجئ إلى ألمانيا في العام الماضي.