بغداد - أ ب، أ ف ب - قُتل 15 عراقياً على الأقل وأُصيب 37 آخرون في انفجار سيارة مفخخة استهدف سوقاً شعبية للخضار في جنوب غربي بغداد. وأوضح مصدر في الشرطة أن «الانفجار وقع حوالي الساعة السابعة في السوق التي تعرف باسم علوة الرشيد والمخصصة للخضار والفواكه في جنوب غربي بغداد قرب السيدية والدورة». وأدى الانفجار إلى هلع كبير في موقع الحادث الذي يرتاده مزارعون وتجار خضار ومواطنون عاديون يبحثون عن سلع رخيصة. وقال الناطق باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا إن الأجهزة المختصة تمكنت من إبطال مفعول سيارة مفخخة أخرى، بعد وقت قصير من الانفجار الأول في المكان ذاته. وقالت سيدة تدعى «أم حسين» أُصيبت خلال الحادث إنها تأتي من منطقة البياع القريبة لشراء خضار بالجملة وبيعها على رصيف إحدى الأسواق في منطقتها. وكانت السيدة التي أُصيبت في احدى ساقيها تتساءل عن رأس مالها وتصرخ بأسماء قال قريبون منها إنهم أحفادها الذين تربيهم منذ سنتين كباعة للخضار بعد مقتل والدهم وتزوج والدتهم. وسوق «علوة الرشيد» إحدى ثلاث أسواق رئيسية للخضار في بغداد الى جانب سوقي «الشعلة» و «جملية»، وتقع في حي أبو دشير الشيعي في منطقة الدورة ذات الغالبية السنية، والتي شهدت خلال السنوات الماضية أعمال عنف طائفية راح ضحيتها مئات الأشخاص. وحمّل شهود في مكان الحادث أجهزة الأمن الموجودة قرب العلوة مسؤولية ما حدث «باعتبارها المسؤولة عن عمليات التفتيش». وقال «أبو خليل» (بائع شاي) إن «عشرات الشاحنات الصغيرة تدخل وتخرج يومياً من السوق لنقل الخضار ولكن من دون تفتيش دقيق». وتساءل «ما هو ذنب الناس الذين قتلوا وهم إما فلاحون فقراء أو بائعو خضار او حمالون وعمال (...) لماذا يتم استهدافهم وقتلهم؟». ويعد هذا الانفجار هو الثالث من نوعه في العراق خلال الشهر الجاري بعد تفجيرات الاثنين الماضي شرق بغداد، والتي قُتل فيها أربعة أشخاص ومقتل ثمانية عراقيين السبت الماضي في انفجار في محافظة نينوى شمال البلاد، ليمثل بذلك استمراراً لتردي الوضع الأمني. ونقل الجرحى والقتلى بسيارات اسعاف الى مستشفى اليرموك وسط بغداد حيث أبلغ أحد الاطباء «الحياة» بأنه تسلم ما لا يقل عن 30 جريحاً. وكان شهر نيسان (ابريل ) الماضي شهد مقتل 290 شخصاً وعشرات الجرحى ليعد الاعنف منذ أيلول العام الماضي، ويعزز المخاوف من عودة الهجمات الدامية الكبيرة. وسبق أن أوقعت هجمات دامية في منطقة الكاظمية الشيعية شمال بغداد عشرات القتلى والجرحى نهاية الشهر الماضي، واعتبرها محللون اشارة الى محاولة تنظيم «القاعدة» تأجيج الصراع الطائفي من جديد. لكن علوة الرشيد في جنوب بغداد تعد مقصداً للمتسوقين والبائعين السنة والشيعة على حد سواء. وقال أحد المسؤولين الأمنيين إن الهجوم هو محاولة لإدامة العنف. ويتزامن هذا الحادث مع توتر شديد بين البرلمان العراقي والحكومة حيال تدهور الاوضاع الامنية، إذ تسعى بعض الكتل النيابية الى استجواب الوزراء الامنيين ومساءلتهم عن أسباب ارتفاع وتيرة اعمال العنف قبل أسابيع من موعد خروج القوات الأميركية من المدن في حلول 30 حزيران المقبل. وعلى الصعيد الأمني أيضاً، قُتل «شرطي يعمل في شرطة الجرائم الكبرى على أيدي مسلحين أطلقوا النار عليه اثناء قيادته سيارته الخاصة على طريق القناة قرب حي زيونة الراقي وسط بغداد»، وفقاً لمصدر في الشرطة. وفي هجوم آخر، قُتل شخص وأُصيب أربعة آخرون في انفجار سيارة مفخخة، بحسب مصادر أمنية. وأوضحت المصادر ذاتها أن «الانفجار وقع ظهر اليوم في شارع رئيسي في منطقة 52 وسط بغداد». وتعرضت مناطق في بغداد منذ الشهر الماضي إلى موجة من العنف أوقعت حوالي 300 قتيل، وذلك في حصيلة هي الأكبر من نوعها منذ أيلول الماضي.