أبدت روسيا رغبتها في تحسّن العلاقات بين إيران والسعودية في وقت تشتد الحاجة إلى اتخاذ إجراء مشترك للسيطرة على أسعار النفط العالمية، وفق ما نقلت وكالات أنباء محلية عن المسؤول في وزارة الخارجية، زامير كابولوف. إلى ذلك، ارتفعت أسعار النفط أمس مواصلة موجة الصعود التي بدأت الأسبوع الماضي بفعل تكهنات بأن منظمة «أوبك» قد تتفق على خفض الإنتاج لتقليص تخمة المعروض العالمي التي نزلت بالأسعار إلى أدنى مستوياتها في أكثر من 10 سنوات. وكانت روسيا رفضت مراراً التعاون مع «منظمة البلدان المصدرة للنفط» (أوبك) في السنوات الأخيرة على رغم هبوط أسعار الخام الذي يمثل شريان الحياة لاقتصادها. وتبددت الآمال في إبرام اتفاق عالمي في شأن الإنتاج بسبب موقف إيران. وترفع طهران إنتاجها سعياً لاستعادة حصتها في السوق بعد رفع العقوبات لتفسح الطريق لعودتها إلى السوق بعد غياب طويل. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن كابولوف قوله: «نحتاج جميعاً إلى استقرار في سوق النفط والعودة إلى الأسعار الطبيعية (...) وتلك هي البلدان المهمة وخصوصاً السعودية وإيران التي تبذل قصارى جهدها من أجل العودة إلى سوق النفط.» ونقل موقع معلومات وزارة النفط الإيرانية على الإنترنت «شانا» عن الوزير بيجن زنغنه قوله، عقب اجتماع مع نائب رئيس الوزراء الياباني في طهران أمس، إن إيران تتوقع ارتفاع مشتريات اليابان من الخام الإيراني لتصل إلى مستوياتها قبل فرض العقوبات. وقال زنغنه «نتوقع أن ترفع اليابان وشركاتها الحكومية مشترياتها من الخام الإيراني إلى مستواها قبل العقوبات على الأقل» في إشارة إلى القيود التي فرضت على قطاع النفط الإيراني في 2011 و2012 ورفعت الشهر الماضي. وأعلن وزير الطاقة الجزائري، صالح خبري، أن بلاده تُجري مباحثات مع الدول المنتجة للنفط، سواء أكانت اعضاء في «أوبك» أم لا، للتوصل إلى اتفاق يتيح «استقرار السوق النفطية ورفع أسعار النفط». ونقلت «وكالة الأنباء الجزائرية» عن الوزير قوله إن هذه المباحثات ترمي إلى «التوصل إلى توافق بين البلدان المنتجة بغية التخفيض من إنتاجها». وفي السوق، زاد مزيج «برنت» في العقود الآجلة 46 سنتاً إلى 33.82 دولار للبرميل، وصعد الخام الأميركي في العقود الآجلة 58 سنتاً إلى 30.02 دولار للبرميل. وقال وزير النفط النيجيري في حديث إلى وكالة «رويترز» أن المزاج داخل «أوبك» يتحول إلى توافق متزايد على ضرورة التوصل إلى قرار في شأن كيفية دعم الأسعار. ورغم ذلك لا يزال كثير من المحللين يشككون في أن «أوبك» ستتوصل إلى اتفاق مع المنتجين الآخرين لكبح جماح الإنتاج المتضخم. من جهة أخرى، انتهت «رويال داتش شل» من صفقة بقيمة 53 بليون دولار (36 بليون جنيه) للاستحواذ على منافستها البريطانية مجموعة «بي جي» وتشكيل أكبر شركة عالمية للغاز الطبيعي المسال في حين يلقي انخفاض أسعار النفط بظلاله على عملية الانتقال في الشركة خلال السنوات المقبلة. وقال الرئيس التنفيذي لشل، بن فان بوردن: «يمكنا الآن أن نضع هيكلاً لشركة تتسم ببساطة وسلاسة أكبر وقدرة أكبر على المنافسة والتركيز على مجال خبرتنا الرئيس في المياه العميقة والغاز الطبيعي المسال.» وفي 2014 استحوذت «شل» على نشاطات «ريبسول». والصفقة التي أعلن عنها قبل 10 أشهر تشكل مجموعة تتقدم على «شيفرون» لتحتل المركز الثاني بين أكبر شركات النفط والغاز ذات الملكية العامة من حيث القيمة السوقية بعد «إكسون موبيل كورب». وأفاد البيان بأن مساهمي «بي جي» اختاروا الحصول على أسهم بدلاً من نقود في إطار الصفقة. وستصبح «بي جي» وحدة مملوكة لشل بالكامل ويرأسها الهولندي، هويبرت فيجيفينو، الذي رأس فريق التفاوض الذي وضع خطة الاندماج ويشرف علي تنفيذها. وأوضحت الشركة أنها ستخفض عشرات الوظائف في المجموعة الجديدة وستبيع أصولاً بقيمة 30 بليون دولار على مدى السنوات الثلاث المقبلة لتمويل الصفقة وإعادة شراء أسهم وتعزيز التوزيعات التي تعهدت باستمرارها أو زيادتها.