طمأن أقطاب السياحة والسفر العرب إلى أن فنادق المنطقة العربية وحركة السفر فيها، لم تتأثر بتداعيات أزمة المال العالمية او «انفلونزا الخنازير» مثل دول العالم، التي تراجعت بمعدلات كبيرة. وأكد عاملون في القطاع خلال «ملتقى سوق السفر العربي» الذي بدأ أعماله في دبي أمس، أن صناعة السياحة والسفر «بدأت تلتقط أنفاسها من تداعيات أزمة المال». وتوقعوا أن «تستعيد نشاطها في شكل كامل في النصف الثاني من 2010». وأشار مسؤولون في قطاع الطيران والفنادق وهيئات السياحة في المنطقة، إلى انهم لم يلغوا أو يؤجلوا أياً من المشاريع، كما لم يغيروا خططهم المستقبلية، إذ رأوا أن معدلات تراجع القطاع «موجعة» فعلاً، لكنها «غير مميته». ولاحظت مؤسسة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، أن الشرق الأوسط من «أنشط أسواق السفر والسياحة الفندقية في العالم، فهو ينمو بنسبة 11 في المئة سنوياً». وأعلن الرئيس الأعلى لطيران الإمارات الشيخ احمد بن سعيد آل مكتوم، أن الإمارات والعالم العربي فضلاً عن إفريقيا وآسيا، «كانت من اقل المناطق تأثراً بتداعيات أزمة المال العالمية». وأكد في تصريح إلى «الحياة»، أن جدول استلام الناقلة الإماراتية طائراتها من «آرباص» و»بوينغ» لم يتغير. ويبدو أن العاملين في القطاع السياحي العربي، يراهنون الآن على السياحة الإقليمية، بعدما تراجع عدد السياح الأوروبيين بسبب تحسن سعر صرف الدولار أمام العملات الأوروبية. وركز العاملون في قطاع السياحة والسفر العربي خلال الملتقى، على الترويج للسياحة الدينية، التي تضخ الى المنطقة نحو بليون دولار سنوياً، وأملوا بتعزيز إيرادات الفنادق في المنطقة. وأشارت دراسات وُزعت خلال الملتقى، إلى أن القطاع السياحي العربي «تراجع بمعدل 20 في المئة، وانخفض إشغال الفنادق 10 في المئة، منذ انتقال تداعيات الأزمة اليها الخريف الماضي. وعلى رغم هذا التراجع، اعتبر الرئيس التنفيذي لمجموعة فنادق «روتانا» سليم الزير، أن هبوط كلفة الفنادق 15 في المئة «حركة تصحيح كان لا بد منها في المنطقة، التي كانت تواجه خطر فقدان جاذبيتها بسبب ارتفاع الأسعار». ولم ينكر القائمون على القطاع، ان الفنادق العربية تخلت في الأشهر الأربعة الماضية عن 21 في المئة من الموظفين، لكن 75 في المئة منهم وجدوا وظائف جديدة في القطاع ذاته. وأعلن الزير ان مجموعة «روتانا» وحدها تحتاج إلى توظيف 300 إلى 400 شخص خلال هذا العام، في إطار افتتاح 12 فندقاً للمجموعة في المنطقة قبل نهاية العام الجاري. ورأى أن الأزمة «أفرزت تحديات جديدة للقطاع في المنطقة، أولها الحفاظ على أعلى نسبة من الأشغال والأرباح، فضلاً عن الحفاظ على الكوادر البشرية، في وقت يسعى معظم المؤسسات حول العالم الى خفض النفقات». وتوقع القائمون على القطاع أن تشهد المنطقة العربية عموماً ومنطقة الخليج خصوصاً، «نشاطاً استثمارياً كبيراً في قطاع الفنادق خلال العامين او الثلاثة المقبلة، اذ ستنتهي ابو ظبي من بناء 14 الف غرفة، فيما ستضيف دبي 10 آلاف غرفة خلال هذا العام. ولفتت المديرة الأولى للاتصال في «شركة ابوظبي للتطوير والاستثمار السياحي» الشيخة مهرة القاسمي، الى ان الشركة التي تملكها حكومة العاصمة الإماراتية، لم تلغ أو تؤجل أياً من مشاريعها التي أطلقتها سابقاً، مثل مشروع «السعديات» و «جزر الصحراء» في المنطقة الغربية، إضافة إلى مشروع «قصر السراب» في منطقة ليوا.