كشف ديفيد هيدلي، الباكستاني الذي يحمل الجنسية الأميركية، والمتورط في التخطيط لهجمات مومباي التي وقعت في تشرين الثاني (نوفمبر) 2008، أن الاستخبارات الباكستانية لعبت دوراً في الهجوم، إذ ذكر أنه كان يجتمع بضابطين يعملان في جهاز الإستخبارات الباكستاني خلال مراحل تنفيذ العملية. وأفادت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أن السلطات الهندية حرصت على عزل المتهم هيدلي على أمل الحصول على أدلة توضح دور الحكومة الباكستانية في تفجيرات مومباي، والتي راح ضحيتها 163 شخصاً. وأوضحت الصحيفة أن هيدلي المحكوم عليه بالسجن 35 عاماً في إحدى السجون الأميركية، «أدلى باعترافات جديدة لم يسبق له التحدث عنها، في جلسة استجواب عبر دائرة تلفزيونية مغلقة». وسعت الحكومة الهندية إلى الحصول على أدلة رسمية تكشف المتورطين في تنفيذ هجوم مومباي، لممارسة نوع من الضغط على الحكومة الباكستانية لاتخاذ عقوبات ضد المتأمرين. وقال هيدلي في جلسة الاستجواب التي أشرف عليها المدعي العام الهندي اوجال نيكام، إنه «تواصل مع جهاز الاستخبارات الباكستاني من طريق شخصين هما الرائد اقبال والرائد علي»، مضيفاً أنه «تعرضت مومباي إلى محاولتي تفجير قبل الهجوم الأخير، إلا أن كلتا العمليتين باءتا بالفشل». وأكد المتهم «وجود علاقات وثيقة تربط بين جهاز الاستخبارات الباكستاني وقيادة تنظيم عسكر طيبة». وقام هيدلي بطلب من الجماعة بتغيير اسمه الحقيقي في شهادة الميلاد ليتمكن من الدخول إلى الهند والخروج منها بسهولة، ما سمح له بزيارتها سبع مرات قبل التفجيرات. وبدأ هيدلي في العام 2002، تدريبات عسكرية مع الجماعة استمرت عامين، تدرب خلالها على استخدام أسلحة رشاشة متطورة من طراز «ايه كي 47». وأُلقي القبض عليه في العام 2009، بتهمة التخطيط لهجوم إرهابي ضد صحيفة دنماركية، لكن تعاونه مع المحققين في العام 2011، ساهم في خفض عقوبته من الإعدام إلى السجن مدى الحياة. وعرضت الولاياتالمتحدة الأميركية مكافأة مالية بقيمة 10 ملايين دولار، لمن يدلي بمعلومات تقودها إلى مكان مؤسس الجماعة الإرهابية حافظ محمد سعيد. يذكر أن المحكمة العليا في إقليم البنجاب الباكستاني، أمرت بإطلاق زكي الرحمن الأخوي المشتبه في أنه العقل المدبر لتفجيرات مومباي. واستدعت الخارجية الهندية السفير الباكستاني في نيودلهي، بعد قرار المحكمة العليا في إسلام آباد في 18 كانون الأول (ديسمبر) 2014، إطلاق الأخوي. ووصفت نيودلهي الإفراج عنه بأنه «صفعة لضحايا هجمات مومباي» التي نفذها 10 مسلحون تسللوا على متن زورق من مدينة كراتشيالباكستانية، وقضوا ثلاثة أيام يطلقون الرصاص والقنابل اليدوية في المدينة. وطالبت نيودلهي المجتمع الدولي باتخاذ موقف قوي حول ما أسمته «سياسة باكستان المزدوجة في مواجهة الإرهاب».