تتضافر جهود الجهات الحكومية ذات العلاقة كافة بغية القضاء على هاجس حمى الضنك، الذي تفشى داخل خوالج سكان مدينة جدة، بعد ظهور حالات مرضية عدة أخيراً. وأخذت وزارة الزراعة موقعاً مهماً إلى جانب أمانة محافظة جدة في مقدمة مكافحي «البعوض». وكشف وكيل وزارة الزراعة لشؤون الزراعة المهندس محمد الشيحة ل «الحياة» تخصيص خمس طائرات للرش الجوي تستهدف تجمعات المياه والمستنقعات خارج النطاق العمراني في ضوء المهمة المنوطة بوزارة الزراعة، وألقى مسؤولية مهمة المكافحة داخل النطاق العمراني على عاتق البلديات والأمانات في المدن والمحافظات، وقال: «تدخل ضمن مهمات وزارة الزراعة عمليات الرش داخل النطاق العمراني في الأحواش والأراضي والمزارع، إلى جانب رش الأراضي بصورة تنسيقية وتكاملية مع وزارتي الصحة والمياه والكهرباء، والأمانات والبلديات». وزاد: «دورنا في القضاء على مرض الضنك هو تقويم أداء أعمال رش البعوض وأماكن تجمعه، وفي سبيل ذلك وفرنا طاقماً مؤهلاً من الكوادر الفنية والعربات والمبيدات والمعدات الخاصة بالرش بالتنسيق مع الجهات المذكورة». وشدد على أن فريق العمل المكلف بالرش الجوي يخطو بخطىً حثيثة وعمل متوازن ضمن برنامج محدد ومجدول. وعلى صعيد ذي علاقة، أعلن وكيل وزارة الصحة للطب الوقائي الدكتور زياد ميمش تحالفاً عملياً بين وزارته ووزارة الزراعة، بغية إجراء مسح شامل لأمراض «الضنك والخرمة» في مناطق السعودية كافة (سواء في الإنسان أو الحيوان أو الناقل المولد)، وتطبيق سياسات وقائية شاملة في المنشآت الصحية. وأوضح الدكتور ميمش ل «الحياة» أنه تم وضع خطة متكاملة للتعامل مع الحالات (تشخيص وعلاج وإبلاغ الطب الوقائي عن المرضى والمخالطين ومتابعاتهم). مشيراً إلى أن وزارتي الصحة والزراعة تقودان فريقاً من الخبراء العلميين بهدف وضع خطة علمية وطنية تؤدي المهام المنوطة بهما للقضاء على تلك الأمراض، معترفاً بحجم التحديات المواجهة لهم إبان أداء تلك المهمات. وكان وكيل وزارة الصحة للطب الوقائي الدكتور زياد ميمش افتتح نيابة عن وكيل وزارة الصحة للشؤون التنفيذية الدكتور منصور الحواس أمس (الأحد) ورشة عمل عنونت ب«الضنك : أنفلونزا H1N1 : الخرمة وماذا بعد؟». وبين ميمش أن هذه الندوة العالمية التي تبنتها الوكالة المساعدة للمختبرات وبنوك الدم في وزارة الصحة وإدارة المختبرات وبنوك الدم في «صحة جدة»، تأتي بعد ظهور الأمراض «الفايروسية» المختلفة، وسيشارك فيها عدد من المتخصصين والباحثين من وزارة الصحة ومن الجامعات السعودية والقطاعات الصحية الأخرى، وتهدف إلى وضع خطة علمية وطنية وفق برنامج متكامل للتوعية الصحية يوضح خطورة هذه الأمراض الفايروسية، وطرق التشخيص وسبل العلاج، وكيفية الوقاية منها، مع بيان أهمية التوعية الصحية في وقاية أفراد المجتمع وحماية المواطنين من خطر الإصابة بالأمراض المذكورة. وفي سياق متصل، أكد مدير الشؤون الصحية في محافظة جدة الدكتور سامي باداود أهمية دعم برنامج التوعية وتكثيف البرنامج والأنشطة التوعوية التي تهدف إلى تثقيف المواطن بخطورة هذه الأمراض «الفايروسية»، وطرق الوقاية منها، واتباع الإرشادات السليمة في تجنب المسببات، وأخذ الحيطة واتباع الطرق الصحية والعلمية في ترسيخ أهداف ومبادئ التوعية الصحية.