نشر الجيش الأميركي أمس، بطارية صواريخ «باتريوت» إضافية مضادة للصواريخ في كوريا الجنوبية، اثر إجراء كوريا الشمالية تجربة نووية في 6 كانون الثاني (يناير) الماضي وإطلاقها صاروخاً بعيد المدى الأسبوع الماضي، ما اثار ردود فعل دولية حادة، على رغم تأكيد البنتاغون ان بيونغيانغ تعاني من ثغرات تقنية تجعلها تحتاج الى مساعدة خارجية للتزود بصواريخ نووية عابرة للقارات تتطلع الى حيازتها. وأفادت قيادة القوات الأميركية في كوريا الجنوبية في بيان بأن «نشر البطارية جزء من تدريب على نشر صواريخ في شكل عاجل رداً على الاستفزازات الأخيرة لكوريا الشمالية»، علماً ان المنظومة نقِلت جواً هذا الاسبوع من قاعدة «فورت بليس» في ولاية تكساس الأميركية. وقال قائد الجيش الأميركي الثامن الجنرال توماس فاندال: «هذه التدريبات تضمن استعدادنا للتحرك ضد هجوم كوري شمالي»، علماً ان الاختبارات الدفاعية للمنظومة ضد الصواريخ البالستية تستضيفها قاعدة اوسان الجوية التي تبعد 47 كيلومتراً من جنوبسيول. وكانت بكينوموسكو ابديتا تخوفهما من اعلان سيول اول من امس انها ستجري مع واشنطن الأسبوع المقبل محادثات لنشر منظومة «ثاد» التي قالت بكين انها قد تستخدم لاستهدافها، في حين قالت موسكو ان «المنظومة قد تشعل سباقاً للتسلح في شمال شرقي آسيا». وفي تقرير تلقاه الكونغرس عن الوضع العسكري لكوريا الشمالية، اوضح البنتاغون ان «سرعة تقدم بيونغيانغ نحو استحواذ صواريخ ترتبط جزئياً بالتكنولوجيا وبالمساعدة التي تستطيع نيلها من دول اخرى»، علماً ان التقرير أعدّ قبل تنفيذ الدولة الشيوعية تجربتها النووية الرابعة، وإطلاقها الصاروخ البعيد المدى. وقال البنتاغون: «حتى إذا نجح النظام الكوري الشمالي في وضع قمر اصطناعي في المدار، وهذا ما حدث على ما يبدو نهاية الاسبوع الماضي، فهو يحتاج الى آلية عودة الى الغلاف الجوي لتحويل صواريخه الى صواريخ عابرة للقارات قادرة على ضرب الولاياتالمتحدة». وذكر التقرير ان صواريخ «كي ان 8» العابرة للقارات التي عرضت على منصات الاطلاق المتحركة خلال عرض عسكري في تشرين الأول (اكتوبر) 2015، «لم تختبر في الجو، وهو أمر ضروري لمعرفة إذا كانت هذه المعدات البالغة التعقيد عملانية فعلاً». وأشار التقرير ايضاً الى ان محاولة اطلاق نوع ثالث من الصواريخ من غواصة في تشرين الثاني (نوفمبر) باءت بالفشل، مستدركاً ان «كوريا الشمالية تواصل بيع اسلحة الى دول اخرى، على رغم ان عدد زبائنها يتراجع من خلال شبكة عالمية تسهل عمليات البيع لدول تقلص عددها، بينها ايران وسورية وميانمار». وأضاف ان «كوريا الشمالية تستخدم كل الوسائل للالتفاف على العقوبات عير تزوير الوثائق، وزيادة عدد الوسطاء والشركات الوهمية». كما تشحن جواً أسلحة حساسة ذي قيمة كبيرة». الى ذلك، ابدت طوكيو خيبتها من اعلان بيونغيانغ وقف تحقيقها حول عمليات خطف يابانيين نفذها عملاء لها في الماضي، وذلك رداً على عقوبات فرضتها طوكيو اخيراً. وقال وزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا: «سنواصل بذل جهودنا لحض كوريا الشمالية على تنفيذ تحركات عملية». اما فاتوسنوبو كاتو، وزير الدولة المكلف قضية خطف اليابانيين، فصرح: «نظراً الى افكار عائلات الضحايا المخطوفين ومشاعرهم سنفعل ما في وسعنا لتأمين عودة ابنائهم في اسرع وقت». وكانت كوريا الشمالية اثارت استياء اليابان عندما اعترفت في 2002 بأنها خطفت 13 يابانياً في سبعينات وثمانينات القرن العشرين من اجل تدريب جواسيسها على اللغة والعادات اليابانية. وهي سمحت بعودة خمسة من هؤلاء الى اليابان، لكن اصرّت من دون تقديم ادلة، على وفاة الثمانية الآخرين.