اتسمت فعالية «بر الوالدين» بجمع مشاعر إنسانية متنوعة، ففي الوقت الذي كان فيه الكبار يكبتون مشاعرهم، ويحاولون حبس دموعهم، كان إحساس الطفل حاضراً، بين مشاركته في فعالية، وبين تذكّر أم فقد حنانها، أو أب فقد ظله، أو جد لا يسد مكانه أحد، ففي حديقة سيهات حيث أقيمت الفعالية أخيراً، حضر عدد من الأبناء والأحفاد، ليضعوا صور أجدادهم في الركن الخاص ب«صور الراحلين». ونظمت الفعالية لجاناً عدة على مستوى محافظة القطيف، لإحياء «يوم بر الوالدين»، بعنوان: «رضاهما جنة»، وهي فكرة أطلقها شبان في 21 من شهر آذار (مارس) في العام الماضي، إلا أنها كانت تُعنى بالأم فقط، ولقيت الفكرة صدى واسعاً في تلك الفترة، وانطلقت دعوات إلى تعميم الفكرة وتطويرها بأسلوب منظم، ليكون يوماً لبر الوالدين، يشمل الأحياء، ومن رحلوا عن هذا العالم. وكان لمدينة سيهات إعداد فعالية لبر الوالدين مقرها حديقة سيهات العامة، إذ قالت المنسقة الإعلامية للفعالية أمجاد النصر: «تهدف هذه الفعالية إلى إثراء المجتمع، ورفده بالقيم، وتعمل على تلبية حاجاته المعرفية والقيمية، وتحافظ على هويته والتزامه الديني، وشملت الفعالية 5 أركان، صحية وثقافية واستشارات أسرية وسلوكية ومكتبة الطفل وركن الرسم، إضافة إلى المنصة التي اعتلاها الأطفال، لتقديم كلمات للوالدين في هذا اليوم». وأضافت: «حضر الفعالية آلاف من الكبار والأطفال، فيما كان حضور الطفل واضحاً وفاعلاً منذ الصباح لحين موعد الافتتاح الذي كان في الثالثة عصراً، في حين لفت انتباه الحضور ركن ضم صور شخصيات من أهالي سيهات معظمهم ممن رحلوا، إذ كان مصدر الصور مجلس الرجل الثمانيني حبيب محيف». وقال المسؤول عن ركن الصور نجيب السيهاتي: «عكف علي محيف على تصوير الكثير من فعاليات وشخصيات سيهات، وتضم جدران مجلسه نحو 5 آلاف صورة، من مختلف الأحجام، وكان هدفه التوثيق والاحتفاظ بالصور، ويتولى ابنه حسين الآن التصوير في المناسبات ليحتفظ بها، كما حضر خلال الفعالية بعض الأبناء الذي يحملون صور أجدادهم لتوضع ضمن الركن». ونظّم القائمون على فعالية يوم «بر الوالدين» زيارات للمستشفيات، وإلى دار المسنين في سيهات، وتقديم الورود والهدايا.