سيهات : معصومة المقرقش لم يكن متحف الحاج علي آل محيف للصور الفوتوغرافية ، سواء كان ذلك المتحف الثابت في منزله ، أو الآخر المتنقل بين المهرجانات ، مكاناً لمطالعة الصور القديمة النادرة فحسب، بل كان ملاذاً لتذكر الأحبة، .والأهل والخلان ، والترحم على رجالات كان لها الفضل والأثر الواضح في مجتمعها متحف لكل المصورين من جانبه، يقول المشرف على المتحف السيد نجيب السيهاتي إن “عرض 120 صورة فوتوغرافية قديمة لأبرز نواخذة سيهات، وشخصياتها التي لها تاريخ في الحياة الثقافية والفكرية والدينية في القرية التراثية في مهرجان الوفاء السادس من أصل 50 ألف صورة ، هو حصيلة64 عاماً ، حيث جمعها والتقطها الحاج علي آل محيف من داخل وخارج المملكة، فكانت تجربة ناجحة في خلق التواصل بين الأجيال”. السيهاتي وفي حديثه ل “الشرق” أضاف أن” تفاعل الزوار مع الصور الفوتوغرافية ، وذلك عن طريق تزويدنا بصور ذويهم ، أعاد دورة الحياة من جديد للمتحف ، وحقق الرسالة التي كان يسعى إليها الحاج ، بحيث يكون متحفه جامعاً لكل صور المصورين، وجزء من ثقافة محافظة القطيف”. وعن إقامة معرض دائم للمتحف ، يشير السيهاتي إلى أن الحاج آل محيف لا ينوي نقل متحفه خارج منزله، بل أنه يفضل أن يكون متحفه قريباً منه يزوره الناس يومياً لمطالعة صورة ذويهم، يتسامر معهم عن أيام صباه، وعن أول لمسة ضغطتها يداه على زر الكاميرا ، يحكي لهم قصصاً عن ماضي شخصيات عاصرها والتقى بها في زمن مضى على الرغم من تدهور ذاكرته لكبر سنه. ويذكر السيهاتي أن “إحدى السيدات جاءت تحمل بين يديها أعز صور إلى قلبها تريد أن تهديها للمتحف وفاءً لذكرى والدها ووالد زوجها، وأخرى ثمانينية أتت بدعوة من حفيدها لتبحث عن صورة زوجها المتوفى بين الصور، وعندما لم ترَ له صورة معلقة في جدران المتحف ، قالت لي” سأهديكم صورة زوجي على أن تضعوها ضمن الصور تخليداً لذكراه وليترحم عليه الناس”. دموع مواصلة الدرب أما المشرف الآخر على القرية التراثية أحمد زين الدين يروي حكاية رجل ستيني لم يمل التنقل في أرجاء غرف القرية الصغيرة ذات الطابع التراثي للبيئة الخليجية القديمة ، حيث صور متحف آل محيف، وصوت المواويل القادمة من البحر، وضوء الفوانيس؛ حتى دمعت عيناه، وهو يتأمل صوراً لشخصيات ربما عاصرها، وأخرى تكونت بينه، وبينهم علاقات ودّ وصداقة ، حتى أنه عزم على مواصلة زيارة متحف الحاج في منزله شخصياً ليكون قريباً من ماضي عايشه بكل أفراحه وأتراحه ووجد فيه راحة ومتنفساً. آل محيف | القطيف | سيهات