أشارت نتائج دراسة أجريت في ماليزيا إلى أن استنشاق الأتربة المتخلفة عن الصناعات النسيجية بالمصانع، يجعل العمال أكثر عرضة بواقع ثلاث مرات للإصابة بالتهاب المفاصل «الروماتويدي»، والذي يتسم باضطراب في جهاز المناعة ويسبب تورماً وآلاما بالمفاصل. وقال الباحثون في الدراسة التي أوردتها دورية أمراض الروماتيزم، إنه «في حين أن من المعروف أن التدخين من العوامل المسببة لهذا المرض، فإن العوامل البيئية تلعب دوراً في الإصابة به بين من يحملون عوامل خطر وراثية للمرض». وذكر الباحثون أنهم يشكون في أن الأتربة الناتجة عن النسيج، تسبب تغيراً في أنسجة الرئة، ما يدفع جهاز المناعة إلى رد يظهر في صورة «التهاب المفاصل الروماتويدي» لدى من يحملون عوامل خطر وراثية خاصة بالمرض. وأضافوا أن «على عمال المصانع لاسيما في البلدان النامية التي تنتشر بها صناعة النسيج، الاستفادة من آليات حماية الجهاز التنفسي للحد من استنشاق هذه الأتربة الملوثة»، مشيرين إلى أن «الأمر يستلزم إجراء مزيد من الدراسات لاستكشاف العلاقة بين هذه الأتربة والتهاب المفاصل الروماتويدي». وشمل البحث بيانات من 910 من النساء تعانين من هذا المرض بالدول النامية، مع مقارنة هؤلاء بنفس العدد من نساء غير مصابات بالمرض، إذ أن معظم من يعملون بهذه الصناعة من الإناث. وكانت جميع الإناث من غير المدخنات تقريباً، ووجدت الدراسة أن 41 بين المصابات بالمرض أو نسبة 4.5 في المئة منهن تعرضن لهذه الأتربة في العمل، وكن أكثر عرضة للإصابة بالمرض بواقع 2.8 مرة، في حين كانت 15 من بين غير المصابات أو نسبة 1.7 في المئة تعرضن للأتربة. وكانت 40 في المئة من المصابات بالمرض يحملن عوامل الخطر الوراثية، ما يزيد من فرص ظهور المرض لديهن.