قال رئيس مجلس العلاقات العربية - الدولية النائب الكويتي السابق محمد الصقر ان الولاياتالمتحدة ارتكبت أخطاء كبيرة، بعد اسقاط الرئيس العراقي السابق صدام حسين «بسبب عدم وضع خطة متكاملة لمرحلة ما بعد سقوط النظام وادارة البلاد بكفاءة». وأشار الى انه كان يتمنى لو ان الاميركيين اصغوا الى نصائح بريطانيا، التي لها خبرة كبيرة بالشرق الأوسط خصوصاً في العراق. وأعرب الصقر، خلال محاضرة ألقاها في جامعة كامبردج البريطانية، عن تفهمه للاسباب التي دفعت الولاياتالمتحدة الى الحرب في افغانستان ضد حكومة طالبان و «القاعدة» وغزو العراق بعد هجمات 11 أيلول (سبتمبر) التي راح ضحيتها حوالى أربعة آلاف شخص من المدنيين الأبرياء. وركز الصقر، الرئيس السابق للبرلمان العربي وللجنة الشؤون الخارجية في مجلس الأمة الكويتي في المحاضرة، على الشرق الاوسط وأهمية دور الولاياتالمتحدة الأميركية في العالم باعتبارها القوة العظمى الوحيدة وبسبب ضخامة حجم اقتصادها وقوتها العسكرية ومواردها. وقال الصقر: «انني اتحدث انطلاقاً من تفهمي لضرورة تصدي الولاياتالمتحدة للارهاب بعد أحداث 11 أيلول وإحساسها بالجرح الكبير الذي أصابها بعد هذه العمليات الارهابية على رغم الاخطاء التي وقعت فيها بعد ذلك»، مضيفاً: «ان واشنطن اكتشفت بعد ستة شهور من غزو افغانستان انها تحارب عدواً خفياً من الاشباح الذين يقاتلون في الجبال الوعرة والانفاق المظلمة». وحول الحرب في العراق قال الصقر: «ان اميركا قررت اسقاط نظام صدام حسين الذي كان يقوم بقتل شعبه والتسلط بالحكم على نحو وحشي». وأشار أيضاً الى ان ادارة الرئيس الاميركي السابق جورج بوش اتخذت من أسلحة الدمار الشامل العراقية ذريعة للحرب على العراق، مضيفاً انه «بالنسبة الى النتائج التي ترتبت على هذا العمل العسكري فإن أميركا أصبح لها وجود في الشرق الاوسط وبالتالي فإن اسرائيل لم تعد تكتسب أهمية كبيرة بالنسبة للولايات المتحدة». ورأى الصقر ان «اسرائيل اصبحت تمثل عبئاً على الولاياتالمتحدة بعد تقلص دورها في المنطقة بالنسبة لواشنطن». وعن السياسات الاسرائيلية العدوانية تطرق الصقر الى توسيع المستوطنات على رغم ضغوط ادارة الرئيس باراك أوباما لوقف هذا البرنامج الاسرائيلي الذي يهدف الى الغاء الهوية الفلسطينية واستمرار احتلال أراضي الضفة الغربية والقدس الشرقية. وأجاب الصقر بعد ذلك عن أسئلة الحضور التي شملت مختلف قضايا الشرق الأوسط بما فيها التهديدات الاسرائيلية لكل من لبنان وسورية والبرنامج النووي الإيراني وضرورة التوصل الى حل سلمي لهذه الأزمة. وأشار الى المخاوف من زيادة النفوذ الإيراني في العراق.