هددت «الحركة الشعبية لتحرير السودان» التي تحكم إقليمالجنوب الذي يتمتع بحكم ذاتي بتحديد موقف واضح بدعم وحدة البلاد أو انفصال الجنوب عن الشمال عبر الاستفتاء على تقرير مصير الإقليم المقرر السنة المقبلة، في حال تباطأ حزب المؤتمر الوطني الحاكم في دعم خيار الوحدة. وقال نائب رئيس حكومة الجنوب رياك مشار إن «الحركة الشعبية» ستضطر مرغمة إلى تحديد موقف واضح وعاجل من دعم الانفصال أو الوحدة في حال تباطأ حزب المؤتمر الوطني في دعم خيار الوحدة، كما نص على ذلك اتفاق السلام الشامل. وأبلغ مشار المبعوث البريطاني الى السودان مايكل أونيل، خلال لقاء جمعهما في جوبا عاصمة الجنوب، أن حزب المؤتمر الوطني إذا لم يتحرك بصورة عاجلة لاتخاذ موقف رسمي لدعم الوحدة، فإن «الحركة الشعبية» ستكون حرة في اتخاذ قرار بدعم أحد الخيارات المتاحة والدفع بها إلى شعب الجنوب. لكنه لم يفصح أي خيار - دعم الوحدة أم الانفصال - ستختار حركته. وأوضح مشار أن الرئيس عمر البشير أعلن مراراً انه بعد انتخابه سيقود شخصياً حملة في جنوب البلاد للترويج للوحدة، كما أن «الحركة الشعبية» وعدت شعب الجنوب من قبل، خلال حملتها الانتخابية، بالوصول بهم إلى الاستفتاء ليقولوا كلمتهم بحرية إما بالوحدة او الانفصال. وتابع محذراً: «ما لم يتحرك حزب المؤتمر الوطني بترجمة وعوده في شأن الوحدة، فإن المسألة ستكون خطيرة جداً ومثار جدال خلال الفترة القليلة المقبلة». ورداً على سؤال حول أن غالبية الجنوبيين سيصوتون للانفصال، قال مشار إن القيادات الجنوبية تريد أن ترى استقراراً سياسياً واقتصادياً في الشمال وهو أمر من شأنه أن يقود إلى علاقات طيبة و «جيرة أخوية مزدهرة». وفي سياق متصل، قال زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي إن الدول الغربية واليمين الأميركي رحبوا باستمرار حزب المؤتمر الوطني في حكم السودان ولو بالتزوير، لأنهم يريدون إضعاف وتفكيك وحدة البلاد، لعلمهم بأن السودان سيواجه بعد الانتخابات باستفتاء يقود إلى انفصال عدائي، وقفل الباب أمام سلام دارفور لرفض فصائله نتائج الانتخابات لأن معارضي دارفور لم يشاركوا فيها. ووصف المهدي الترحيب الأميركي بنتائج الانتخابات ب «المفخخ»، ودعا أمام حشد من أنصاره إلى منبر قومي للدعوة في الأوساط الجنوبية إلى خيار الوحدة وبث مفردات حول المساواة في المواطنة، والثروة النفطية، والتعايش الديني والثقافي، وامتصاص مرارات الماضي، بجانب مناهضة من أسماهم «المستظلين بشجرة» حزب المؤتمر الوطني. وأضاف المهدي أن «قوى الهيمنة الدولية» أقامت الدنيا احتجاجاً على انتخابات إيران وأعلنت سعادتها بالانتخابات في السودان على رغم اقتناعها بتزويرها. من جهة أخرى، بدأت الخرطوم في توجيه دعوات إلى رؤساء دول للمشاركة في حفلة تنصيب الرئيس عمر البشير رئيساً للسودان عقب فوزه في الانتخابات الرئاسية التي أجريت أخيراً، واختارت جارتها الغربية تشاد لتكون أول دولة توجه لها دعوة لحضور حفلة التنصيب، إذ نقل وزير الدفاع الفريق عبدالرحيم محمد حسين ومدير الأمن الفريق محمد عطا دعوة إلى الرئيس التشادي إدريس دبي. وناقش حسن وعطا مع المسؤولين في نجامينا القوة المشتركة التشادية - السودانية التي يجري نشرها في نقاط محددة على حدود البلدين لمنع تسلل المتمردين وتدفق الأسلحة. على صعيد آخر، شهدت نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور أمس تشييع جثماني الجنديين المصريين في القوة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور «يوناميد» اللذين قتلا في مكمن. وقال قنصل مصر في الخرطوم معتز مصطفى كامل إن الجنديين اللذين قتلا الجمعة جرى تشييعهما في نيالا، موضحاً أن وفداً مصرياً رفيع المستوى من وزارة الدفاع شارك في مراسم التشييع. وأكد ثقة حكومته في تعامل السلطات السودانية مع منفذي «الهجوم الآثم كتعاملها مع المفسدين في الأرض»، مشيراً إلى أن الجرحى الثلاثة الآخرين في حال مستقرة. وفي القاهرة، أفيد أن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ومدير الاستخبارات الوزير عمر سليمان سيقومان اليوم بزيارة للسودان ينقلان خلالها رسالة إلى الرئيس السوداني عمر البشير من الرئيس حسني مبارك تتضمن تقديم التهنئة له بمناسبة فوزه بالانتخابات الرئاسية. ويتوجه المسؤولان المصريان إلى جوبا للقاء وتهنئة الفريق سلفاكير ميارديت النائب الأول للرئيس السوداني لمناسبة فوزه برئاسة حكومة الجنوب.