أكد وزير العمل المهندس عادل فقيه أن الوزارة وضعت تنظيمات تتطلب الحد الأدنى من نسب التوطين، لكي تمكّن الشركات الناشئة وأصحاب الأعمال الجدد من تثبيت أوضاعهم والنمو بشكل تدريجي، وتضمن في الوقت نفسه معدلات أعلى من السعودة، وقدرة أعلى على التدريب في كل مرحلة. وطالب فقيه في تصريحات بعد حضوره الحفلة التي أقامتها شركة السلام للطائرات صباح أمس، بضخ أول دفعة تدريبية من برنامج تصنيع طائرات F15 مكونة من 33 فني طائرات سعودي، في مقر الشركة بمطار الملك خالد الدولي في الرياض، القطاع الخاص بتوطين الوظائف الفنية والتقنية المهمة، ومنح الشباب السعودي الثقة لشغل هذه الوظائف، بعد أن أثبت غير مرة قدرته على شغل هذه الوظائف، وتغيير نهج بعض الكيانات الاقتصادية الخاصة بتوظيف السعوديين في وظائف تخلو من الثقة والتطوير. وعرض وزير العمل القدرات التي يستطيع الشبان إبرازها متى ما منحوا الفرصة، مشيراً إلى سعي كثير من مؤسسات القطاع الخاص لتجاوز الحد الأدنى من التوطين الذي تفرضه الوزارة، وتبذل أكثر مما هو مطلوب منها إيماناً بقضية التوطين ومسؤوليتها الحقيقية. وأضاف: «ليس فقط بالضغوط والتشريعات يتحقق لنا كجهة مسؤولة عن العمل النجاح، بل الدور الأبرز يقع على عاتق أصحاب الأعمال الذين يدركون أهمية هذا التحدي والمسؤولية الملقاة على عاتقهم». وتابع قائلاً: «كما أن للشبان دوراً رئيساً في تقبل العمل المرهق والتحديات الصعبة، ونحن نسعى لإبراز قصص نجاح الشباب السعودي، ونتمنى من الإعلام أن يقوم بدوره في هذا الجانب». من جانبه، أثنى مدير صندوق تنمية الموارد البشرية إبراهيم آل معيقل على مبادرة شركة السلام للطائرات، ودعا المنشآت في القطاع الخاص إلى الإيمان بقدرة الشباب السعودي الذي يبدع متى ما سنحت له الفرصة وقُدم له الدعم المناسب، مشيراً إلى ضرورة خلق بيئة عمل تناسب حاجاتهم وتشجعهم على العمل، الأمر الذي من شأنه أن يعود على المنشأة بالنفع الكثير. وأشار آل معيقل إلى جهود فريق الصندوق في رفع درجة الوعي لدى الشبان حول حقوقهم وواجباتهم، للاستفادة من خدمات التدريب والتوظيف التي يوفرها الصندوق، مشدداً على أن التوطين الوظيفي منظومة تستلزم تعاون جميع الأطراف، وخصوصاً القطاع الخاص. من ناحيته، عبّر رئيس مجلس إدارة شركة السلام للطائرات المهندس محمد نور فلاته، عن سعادته بما وصلت إليه الشركة في نسب التوطين والنجاح الذي حققته في جذب الأيدي الوطنية العاملة، سعياً منها لتقليص نسب البطالة وتشجيع الشبان على الانضمام في سوق العمل، والمضي قدماً نحو تحقيق طموحاتهم، مشيراً إلى أن الشركة منذ تأسيسها لم تدخر أي جهد في توظيف الشباب السعودي. وأكد فلاته أن نسبة توطين الوظائف في شركة السلام للطائرات بلغت 54 في المئة، ما يجعلها تقع في «النطاق البلاتيني»، إذ يعمل بها 1531 سعودياً من بين 2812 موظفاً، كما درّبت الشركة 426 متدرباً في مختلف التخصصات من صيانة هياكل ومحركات الطائرات وتدريب المهندسين الذين تخرّج منهم 367 متدرباً. ولفت إلى أن الشركة تخطط لتدريب 180 شاباً، في برامج صيانة وتصنيع طائرات F15 وإدارة المواد والسكرتارية حتى عام 2017. وقدمت شركة السلام للطائرات قصة نجاح للموظف محمد العسيري الذي بدأ عمله في مهن بسيطة من بائع للخضار ثم رجل أمن في الشركة، حتى تقدم لأحد برامج الشركة، وحظي بفرصة التدرب حتى أصبح فنياً مرموقاً في مجال الطائرات.