لم يتوان الزوجان حسن يوسف (27 عاماً) وندى مرعي (18 عاماً) عن اختيار آثار الدمار العبقة برائحة الموت في مدينة حمص السورية، لتكون خلفية وديكوراً لجلسة تصوير زفافهم، رغبة منهم في إثبات أن «الحياة تولد من الموت وأقوى من الحروب»، حسبما نشرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية. ورافق كل من مصور وكالة «فراس برس» جوزيف عيد ومصور الزفاف الخاص جعفر ميراي الزوجان لاختيار أماكن التصوير متنقلين بين أنقاض المدينة، وليس هذا الزواج الأول الذي يصوره ميراي بهذه الطريقة بل سبق ذلك خلال صيف العام الماضي في كنيسة «القديس جورج» المدمرة بالكامل بالمدينة، وانتشرت الصور على صفحته الخاصة عبر «فايسبوك»، دليلاً على أن «الحياة تسير بصمت»، حسبما قال. بعد خمس سنوات من الحرب الطاحنة المستمرة، أصبحت حمص الواقعة على نهر «العاصي» واقعة على نهر من الدماء، وبعدما كانت مزاراً للسياح وحاضنة للتراث الإنساني والتنوع العابر للعصور، أصبحت معقلاً للجماعات المتمردة وتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، ومحطة للقصف الروسي – السوري، الأمر الذي كان كفيلاً بقتل وتشريد مئات الآلاف من أهلها البالغ عددهم 600 ألف شخص. وأظهرت صور روسية أخيرة التُقطت بجودة عالية جواً حجم الدمار الهائل للمدينة التي تعتبر ثالث أكبر المدن السورية، في وضع أشبه بحال العاصمة الألمانية برلين في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وتأتي هذه الصور بعد أسابيع من نشر مقطع فيديو بعدسة جندي روسي أراد توثيق الدمار من أعلى مأذنة مسجد خالد بن الوليد ومحيطه في قلب حمص.