تتجه مستثمرات في القطاع العقاري في المملكة الى فتح مكاتب متخصصة في الوساطة النسائية، عقب ان حققن نجاحاً وإيرادات تفوق ما حققه المستثمرون الرجال في هذا القطاع. لم تكن صالحة المزين، التي تعمل في سوق العقار على علم أنها ستصبح عقارية «محترفة»، وتدخل كواسطة في بيع وشراء الأراضي والعقارات، فهي دائمة البحث عن مكاتب عقارية، لتحقيق هدفها في الأرباح التي تجنيها من خلال السعي، المزين التي حققت شهرة بالمنطقة في العمل بالمجال العقاري، أصبحت وسيطاً في عدد من الأراضي الكبرى، فبدأت بعملها عبر الهاتف، إلى أن أصبح لها مكاتب داخل منزلها، فأقل نسبة تحصل عليه جراء بيع وشراء تصل الى «50 ألف، وأعلى نسبة حققتها لغاية الآن هي مليون ريال»، تتحدث المزين عما يحدث في سوق العقار النسائي من تطورات ل «الحياة» وتقول: «النساء إليهن أملاك في العقارات أكثر من الرجال، ومن هنا كانت انطلاقتي، فالأرباح التي حققتها خلال 4 سنوات تفوق أرباح عملي في التعليم وهي 20 عاماً، على رغم أن نسبة السعي لا تتجاوز أحياناً نصف بالمئة إلا أنها تحقق ربحاً عالياً مقارنة مع سعر الأرض، والمبلغ الإجمالي، والنسبة تصل إلى 2.5 في المئة، هذا ما هو متعارف عليه، في سوق العقار». المزين، تطمح بفتح مكتب للوساطة النسائية، خصوصاً انه أصبح طرق التدليل في الفترة الأخيرة على العمل عبر الرسائل القصيرة، وتعتقد بأن «المكاتب تضمن نسبة عمل المرأة في سوق العقار، التي يلتهمها الرجال معتقدين أنهم يتفوقون على المرأة بالحساب والمال، والعديد منهم قد يفشل، كما أن الثقة مزعزعة من مكاتب الرجال للنساء العاملات في سوق العقار، ومع ذلك هن حاضرات وبدأنا نظهر بشكل علني، لأنه كان في السابق مخفياً»، بحسب المزين التي ترى أن «وجود مكتب عقاري نسائي بالمنطقة، أسهم في توثيق عملنا، فغالبا ما نرجع إلى مالكة المكتب كلامتي الدليجان التي تفضل التعامل معنا كوساطات في البيع والشراء، وجلب زبائن لقطع الأراضي وكل ما يخص العقار». (أم فواز) التي ترافق المزين في العمل ترى أن «العمل في نسبة السعي بالأراضي ممتع، فالمرأة تشعر بذاتها فهي تحاول أن تثبت نفسها وكفاءتها بالعمل، خصوصاً أنها تتعامل مع ملايين الريالات، فنسبة السعي التي توصلت إليها في احد المساهمات فاقت ال 300 ألف ريال وهي مقسمة على مجموعة نساء، إلا أن الفائدة التي تحققها سوق العقار، لا يمكن إنكارها في ظل ارتفاع أسعار الأراضي وندرة الشراء بسبب قلة البناء لارتفاع أسعار الحديد، وفي السابق كانت نسبة الربح أعلى، ويوجد حالياً مجموعة الفتيات ضمن حملة دعاية وإعلان عبر الرسائل القصيرة، للتعريف بالعقاريات النساء وممن لهن قدرة على أن يدخلن وسيطات في البيع والشراء، بنسبة عادية»، وتعتبر أن «الاجتياح النسائي البسيط ما زال في بدايات ظهوره، على رغم أن النساء يملكن أراضي تفوق أضعاف الرجال، فالمرأة تملك الكثير، خصوصاً أنها لا تثق إلا بالأرض والذهب وتحاول أن تبتعد عن وكيلها الشرعي خوفاً من حدوث التباسات ونصب أيضاً، وهذا الأمر خلق نوعاً من السياسة العقارية النسائية المستحدثة، التي تحقق أرباحاً متوسطة،». وترفض أم نواف أن يطلق عليها اسم «سمسارة»، بحجة أن العمل هو «تجاري استثماري لا يتعلق بالسمسرة، خصوصاً أن هذا اللفظ يمس بشخصية الرجال فما بالنا للمرأة؟، علماً أنني تعرضت لتعليقات عدة حول ذلك، وعندما أثبت جدارتي وحققت أرباحاً جيدة، أسهمت في شراء قطعة ارض لي، لم ألتفت إلى الأقاويل التي لا داعي لها ولا تأثير، فالمرأة قادرة على العمل من دون أية قيود اجتماعية قد تعرقلها طالما أنها ضمن اطر تراعي حرمتها».