بدأ الكونغرس الأميركي أمس، درس موازنة حجمها 4 تريليونات دولار لعام 2017 التي تعكس الأولويات الخارجية للإدارة، وتنص على زيادة نسبتها 50 في المئة في تمويل الحرب على تنظيم «داعش» وصولاً الى 7.5 بليون دولار، ومضاعفة المبلغ المخصص لتعزيز القوات الأميركية في أوروبا من أجل ردع «عدوان روسيا» 4 أضعاف، وصولاً إلى 3.4 بليون دولار. ومع عرض الرئيس باراك أوباما موازنته الأخيرة للكونغرس فإنها تطلق بالونات اختبار، بينها فكرة فرض رسم قيمته 10 دولارات على برميل النفط، ما يثير استنكاراً شديداً. ورحبت جمعيات الدفاع عن البيئة ببداية جدل مفيد، لكن الجمهوريين استقبلوا الفكرة ببرودة. واعتبر كيفن برادي رئيس لجنة الضرائب في مجلس النواب، أن الفكرة «مريعة وهدر للوقت». وتقترح الموازنة تخصيص 4 بلايين دولار خلال ثلاث سنوات لمشروع «المعلوماتية للجميع»، في سبيل تعزيز تعليم نظم المعلوماتية في المدارس الرسمية. لكن أفكاراً أخرى قد تكون أكثر توافقية، مثل زيادة وسائل مكافحة الإجرام الإلكتروني، أو خطة لمكافحة الإدمان على الهيرويين. ويقترح أوباما تخصيص 19 بليون دولار في 2017، بزيادة 35 في المئة، لمكافحة الجريمة الإلكترونية. ويصنف نحو ثلثي النفقات في الموازنة بأنها «إلزامية»، لأنها تتعلق بقطاعات عملاقة، مثل البرامج العامة للتقاعد أو التأمين الصحي بالنسبة إلى من تتجاوز أعمارهم 65 سنة (ميديكير)، أو أيضاً خدمة الدين. في غضون ذلك، اشتعل السباق الرئاسي في تصويت ولاية نيو هامبشير، وسط حال انقلاب على المؤسسات الحزبية، وتقدم المرشحين الشعبويين الجمهوري دونالد ترامب والديموقراطي بيرني ساندرز، في مقابل تلويح العمدة السابق لنيويورك مايكل بلومبرغ بالترشح مستقلاً. وانتقد بلومبرغ، صاحب أكبر عاشر ثروة في الولاياتالمتحدة وقيمتها 40 مليار دولار، وفق مجلة «فوربس»، خطاب المرشحين «المتدني المهين للناخبين»، وقال في رد ضمني على صعود ترامب المجرح للأقليات والاشتراكي ساندرز: «يستحق الأميركيون أفضل بكثير من مستوى نقاش سخيف ومثير للغضب». وأبلغ مقربون من بلومبرغ (73 سنة) صحيفة «نيويورك تايمز» أنه سيترشح فقط إذا خسرت كلينتون السباق، وباتت المنافسة بين ساندرز وترامب أو شخصية يمينية أخرى. وأفادت الصحيفة بأن بلومبرغ مستعد لإنفاق بليون دولار على حملته، إذا قرر خوض الانتخابات، معتمداً على أصوات المعتدلين والمستقلين المستائين من صعود ترامب.