دبي - رويترز - يتفق وزراء النفط العرب، على أن المستويات الحالية لأسعار النفط الخام «جيدة حتى بعد هبوطها بما يزيد على 10 في المئة، بسبب مخاوف من تعرض دول أوروبية أخرى لأزمة ديون مماثلة لأزمة اليونان». ويواصل أعضاء منظمة «أوبك» الذين سيشاركون في مؤتمر الطاقة العربي اليوم في قطر، متابعة أسواق النفط العالمية تحسباً لمزيد من التراجع، لكن سيناقشون أيضاً التحدي المتمثل في تلبية الطلب المتزايد على الطاقة في بلدانهم. ولفت المحلل في مؤسسة استشارات الطاقة «برفين أند غرتز» فيكتور شم، إلى أن «ما يقلق المنتجين هو ما يمكن حصوله في حال امتدت أزمة الديون السيادية إلى أنحاء أوروبا وعبر الأطلسي». واعتبر أن ذلك «يهدد تعافي الاقتصاد العالمي». ولا يشكل المؤتمر الذي تستمر أعماله من الأحد حتى الأربعاء، اجتماعاً ل «أوبك»، ويُرجح أن يعقد وزراء نفط المنظمة اجتماعات غير رسمية على هامشه. وتشارك فيه المملكة العربية السعودية والإمارات وقطر والكويت والجزائر وليبيا. وأوضح مسؤول في «أوبك» يشارك في المؤتمر، أن المؤتمر «يناقش المسائل المتعلقة بإنتاج المنظمة». ورأى أن «أسعار النفط لا تقوم على العوامل الأساسية وتتحرك تبعاً لتأرجح سعر الدولار». ويمكن أن يقلق هامش الهبوط والتقلب وزراء في «أوبك»، لكن سعر البرميل عاد إلى ما بين 70 و80 دولاراً واعتبرته السعودية، «عادلاً للمستهلكين والمنتجين». ولفت بيل فارن برايس من «بتروليوم بوليسي إنتليجنس» للاستشارات، إلى أن «السعر لا يزال في وضع جيد بالنسبة إلى السعوديين». ولاحظ أن «أحداً لا يشتكي، والسعر الأقل من 70 دولاراً قصة أخرى». ويشكك وزراء «أوبك» في ارتباط السعر بالعوامل الأساسية المتعلقة بالعرض والطلب. وظل السعر مرتفعاً، على رغم المخزون العالمي المتخم، والنمو المعتدل في الطلب في معظم أنحاء العالم، والمستوى المرتفع نسبياً من طاقة الإنتاج الاحتياطية بين أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط. وجعلت الطفرة الاقتصادية بفضل عائدات النفط في معظم المنطقة العربية، الحكومات في عدد من أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم، تواجه صعوبات لتلبية الطلب المحلي على الغاز والكهرباء. ولم يستبعد فارن برايس، أن «يضطروا إلى معالجة النمو الجامح للطلب في هذه الدول بسبب الأسعار المتدنية أو المدعمة في مرحلة ما». ورأى صعوبة في «مواكبة النمو في الطلب على الطاقة بالأسعار القائمة في معظم هذه الدول». وحذّرت شركة النفط السعودية «أرامكو» الشهر الماضي، من «تآكل طاقة التصدير السعودية في السنوات العشرين المقبلة، في حال استمر تنامي الاستهلاك بالأسعار الحالية ولم تتحسن كفاءة الطاقة». ورجح الرئيس التنفيذي ل «أرامكو» خالد الفالح، أن «تنخفض طاقة التصدير بأكثر من ثلاثة ملايين برميل يومياً بحلول 2028، أي إلى أقل من سبعة ملايين برميل يومياً». وتشهد دول الخليج الأخرى أيضاً باستثناء قطر أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، نقصاً في إمدادات الغاز. يُذكر أن مؤتمر الطاقة العربي يُعقد كل أربع سنوات، برعاية مشتركة من منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول «أوابك» والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي.