قال مسؤولون أميركيون إن وزير الخارجية بلادهم جون كيري سيسعى للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في سورية وتقديم مساعدات للمدنيين قبيل اجتماع مهم في ميونيخ هذا الأسبوع، في ظل المحاولات لإبقاء عملية السلام الهشة في مسارها. وأشار مسؤول كبير في الحكومة الأميركية إلى أن "كيري يعتقد بأنه إذا تمكنا من التوصل إلى وقف لإطلاق النار وجرى تسليم المزيد من المساعدات، فمن الممكن تحقيق تقدم ديبلوماسي آخر"، مؤكداً في الوقت نفسه أنه "من الصعب استمرار الحوار في وقت يتعرض فيه الناس إلى القتل والتجويع حتى الموت". ويأتي تجدد الجهود لإنقاذ الديبلوماسية في الوقت الذي عبرت فيه شخصيات من المعارضة السورية وديبلوماسيون غربيون ومحللون عن القلق من أن جهود السلام تكاد تفشل بسبب الحملة العسكرية الروسية التي دعمت قبضة الرئيس السوري بشار الأسد على السلطة. ويهدف نهج كيري الذي سيحتاج إلى تأييد روسيا لينجح، إلى منح المعارضة متنفسا كافياً حتى تعود إلى مائدة التفاوض عقب تعليق محادثات السلام في جنيف الأسبوع الماضي. وسيكون اجتماع القوى الكبرى في ميونيخ يوم الخميس المقبل حيوياً لإنقاذ العملية الديبلوماسية التي كانت عنصراً رئيساً في سياسة الرئيس باراك أوباما تجاه سورية، والتي تميزت برغبته في الحد من المشاركة الأميركية. ويقول محللون إن نجاح أو فشل ديبلوماسية كيري في الأشهر المقبلة قد يحدد ما إذا كانت جماعات المعارضة التي تدعمها الولاياتالمتحدة ستشارك في المفاوضات من أجل تسوية للصراع السوري، أو ما إذا كانت تلك الجماعات تواجه الانهيار وربما الانضمام إلى تدفق اللاجئين أو العناصر المتطرفة مثل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). وقال المحلل السابق لدى "وكالة المخابرات العسكرية" والعضو الحالي في "معهد سياسة الشرق الأدنى" جيفري وايت إن البيت الأبيض "أخطأ في عدم إعداد استراتيجية توازن بين الاستجابة العسكرية والاستجابة الديبلوماسية لتفكك سورية، ويدفع الثمن الآن"، معرباً عن اعتقاده بأن الجهود الديبلوماسية "لم تفلح ولن تفلح". وكان كيري قال الجمعة الماضي إن المحادثات جارية في شأن وقف لإطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية، وإن الروس طرحوا "بعض الأفكار البناءة في شأن كيفية تطبيق وقف إطلاق النار"، مضيفاً أنه حصل أيضا على تأييد إيران لوقف إطلاق النار الذي عبر عن أمله في تنفيذه قبل استئناف محادثات السلام.