اعتبرت الخارجية الأميركية اليوم (الخميس)، أن روسيا توجه "رسائل متضاربة" في شأن النزاع السوري، إذ تؤكد من جهة سعيها للتوصل إلى حل ديبلوماسي للنزاع، وتواصل من جهة أخرى غاراتها العسكرية التي قالت إنها تستهدف مجموعات معارضة ومدنيين. وبعد أشهر من التقارب والتعاون مع روسيا للتوصل إلى مخرج من الأزمة السورية، غيرت الخارجية الأميركية ووزيرها جون كيري منذ أمس، بوضوح موقفها واتهمت الجيش الروسي بأنه قوض جهود السلام الهشة. وقال جون كيربي الناطق باسم كيري: "نحن نشهد بالتأكيد على الأقل في الآونة الأخيرة، رسائل متضاربة" من روسيا. وأضاف: "من جهة يؤكدون (الروس) أنهم يرغبون في أن تمضي العملية السياسية قدماً، ويريدون وقفاً لإطلاق النار وأنهم يريدون المضي في عملية فيينا"، في إشارة إلى خارطة الطريق التي تم اعتمادها في تشرين الثاني (نوفمبر) 2015 في فيينا، وأقرها مجلس الأمن في 18 كانون الأول (ديسمبر) 2015. وتابع كيربي: "ومن جهة أخرى لا زلنا نرى ليس أبعد من الأمس (الأربعاء) غارات على مناطق مثل حلب لا تستهدف داعش وكان لها أثر رهيب على المدنيين سواء بقصد أو من دونه". واعتبر الناطق أن "ما يفعلون (الروس) لا يتطابق مع ما يقولون". وذكر الناطق بأن كيري الذي زار لندن بحث هاتفياً مع نظيره الروسي سيرغي لافروف وطلب وقف الغارات الروسية على مجموعات المعارضة السورية. وكانت روسيا والولايات المتحدة وراء استئناف العملية السياسية في سورية. وبعد اجتماعات فيينا ونيويورك نهاية العام 2015، من المقرر أن تجتمع القوى الدولية والإقليمية (المجموعة الدولية لدعم سورية) وضمنها موسكو وواشنطن وطهران والرياض، في ميونيخ في 11 شباط (فبراير) الجاري، للبحث خصوصاً في وقف إطلاق نار وعموماً تسوية النزاع الذي أوقع نحو 260 ألف قتيل وملايين اللاجئين في خمسة أعوام. وقال كيربي إن "وزير الخارجية مقتنع بأن الوقت ملائم جداً لاجتماع المجموعة".