طهران، فيينا، واشنطن – «الحياة»، أ ب، رويترز، أ ف ب – نفت طهران أن تكون موافقتها «المبدئية» على توسّط البرازيل في اقتراح تبادل الوقود النووي مع الغرب، تتضمن إجراء التبادل في البرازيل أو تركيا، فيما حضّ المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو إيران على «تغيير سياستها» لتجنب فرض عقوبات جديدة عليها بسبب برنامجها النووي. وقال اسفنديار رحيم مشائي رئيس مكتب الرئيس الإيراني محمود أجمدي نجاد إن «تركيا والبرازيل اقترحتا الدخول في موضوع تبادل الوقود، ما لقي موافقة مبدئية من إيران». واستدرك أن نجاد ونظيره الفنزويلي هوغو تشافيز لم يناقشا خلال محادثاتهما الهاتفية «اقتراحاً خاصاً» في هذا الشأن، بل «بُحث الموضوع في شكل عام». ونفى أن يكون الاقتراح «تضمن إجراء التبادل في البرازيل أو تركيا»، مشيراً الي أن للوساطة «إطاراً معيناً أُبلغت به البرازيل، وثمة تفاصيل ليس الوقت مناسباً لذكرها». وتخشى طهران أن تتحول الوساطة البرازيلية - التركية المشتركة، الي ما آلت إليه الوساطة الأوروبية خلال عهد الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي (1997-2005). وكانت وكالة أنباء «فارس» أفادت الأربعاء بأن «نجاد وافق من حيث المبدأ، في حديث هاتفي مع نظيره الفنزويلي، على توسّط البرازيل في اتفاق الوقود النووي». لكن وكالة «فرانس برس» نقلت عن مصدر في الخارجية البرازيلية قوله إن الحكومة البرازيلية لم تقدم «برنامجاً» ملموساً الى طهران في هذا الشأن، مضيفاً أن وزير الخارجية البرازيلي سيلسو أموريم يفهم أن «نجاد يدعم الرؤية البرازيلية القاضية بإبقاء قنوات الحوار». وأعلن أموريم خلال زيارته طهران الشهر الماضي، استعداد بلاده لدرس اقتراح لتبادل الوقود على أراضيها، موضحاً أن فكرة مماثلة لم تُعرض بعد على حكومته. أما الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا فاستبعد هذه الفكرة، مشيراً الى أن «هناك دولاً أقرب من إيران» لإجراء عملية التبادل، في إشارة كما يبدو الى تركيا. وفي فيينا، قال أمانو إن الوكالة لا تستطيع استبعاد تحويل النشاطات النووية الإيرانية، الى أغراض عسكرية، مضيفاً: «من دون تغيير في السياسة من جانب إيران، لا نستطيع القيام بعملنا في شكل فاعل. ثمة حاجة الى تغيير السياسة». وزاد في مقابلة مع مجموعة صحف «مكلاتشي»: «الهدف الأساسي من الوكالة الذرية ليس تغيير سياسة الدول الأعضاء. في هذا المجال، ثمة حاجة الى النفوذ والإقناع من جانب الدول المهتمة. ثمة دور تؤديه الأممالمتحدة». وشدد على الحاجة الى «تضافر جهود الوكالة الذرية والأممالمتحدة والدول المهتمة» في هذا الشأن. وقال أمانو لصحيفة «واشنطن بوست» إن على إيران الإجابة على أسئلة الوكالة في شأن معلومات استخباراتية غربية تفيد بأنها قد تكون عملت على تطوير صاروخ يحمل شحنة نووية. وأضاف: «إذا أزيلت المخاوف، سيكون هذا شيئاً جيداً جداً. إذا لم يحدث ذلك، سنحتاج الى أن نطلب إجراءات لمعالجة الوضع». وأشار الى أن إيران لم تسمح بعد لمفتشي الوكالة بتوسيع عمليات التفتيش في منشأة ناتانز حيث تخصّب طهران اليورانيوم بنسبة 20 في المئة. وقال: «إذا استمر ذلك لفترة طويلة، ربما تكون لدينا مشكلة. الترتيبات ليست ملائمة حتى الآن». على صعيد آخر، وفي إطار سخرية متبادلة بين واشنطنوطهران، علّق الناطق باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي على تأكيد نجاد أن زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن موجود في العاصمة الأميركية، قائلاً: «قمنا بعملية بحث مكثفة هنا في وزارة الخارجية، قلبنا كل شيء، ويمكننا أن نقول بثقة أن أسامة بن لادن ليس هنا».