سجلت القضايا الاجتماعية والخدمية حضوراً لافتاً واهتماماً غير مسبوق في مهرجان «الجنادرية» للتراث والثقافة، في دورته ال30، فبينما تشارك جهات عدة ذات صلة بالشأن الاجتماعي من خلال جناح وزارة الشؤون الاجتماعية، اتجهت «الأحوال المدنية» إلى خلع الرداء القديم وعرضت الخدمات المبتكرة بطريقة جذابة، وهو ما أسهم في زيادة الإقبال على المهرجان وأنشطته المختلفة. ويمثل المركز الوطني للدراسات والبحوث الاجتماعية، إحدى الجهات التي تشارك للمرة الأولى في هذا المهرجان بأنشطة تعريفية، واستقبال الباحثين، والمهتمين في الشأن الاجتماعي، والقضايا المجتمعية. وبحسب مدير العلاقات العامة والإعلام في المركز صقر الحميد، فإن المركز الذي انطلقت أعماله خلال عام «يعتبر جهة اعتبارية مستقلة، ترتبط بوزير الشؤون الاجتماعية، وذراعاً استشارية للوزارة، وللكثير من الجهات الحكومية، ويهدف إلى دراسة وتحليل، ورصد القضايا، والظواهر الاجتماعية التي تهم المجتمع السعودي، والتوصل إلى الحلول، والاقتراحات، والتوصيات في شأنها». وقال في اتصال مع «الحياة» تنتهج استراتيجية المركز «مسارين يرتكز المسار الأول على تمكين البحوث العلمية المتخصصة في المجال الاجتماعي، بدعمها، ومساندتها، وتقديم كل ما يسهم في إبرازها، ونشرها، عبر تأهيل الباحثين، وتحديد المتطلبات التي تدعم، وتطور المنهج العلمي للبحث، بالتعاون مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية مادياً ومعنوياً» وأضاف: «في ما يعمل المسار الثاني على تحديد أولويات البحوث الاجتماعية، إذ يضع قائمة بمستوى أهمية تلك البحوث في المجتمع السعودي، بإشراف لجنة من الخبراء، والمختصين، والمستشارين في مجال البحث العلمي الاجتماعي». وأكد الحميد أن المركز يسعى إلى «إنشاء مراصد لجميع إمارات مناطق المملكة؛ كي يكون لكل إمارة مرصد يسجل القضايا، والظواهر، والمشكلات الاجتماعية» لافتاً إلى أن أهمية المرصد تكمن في احتوائه على «مؤشرات اجتماعية دقيقة ومحددة لظواهر المجتمع، مثل البطالة، والفقر، والطلاق، والتعصب الرياضي، كي يسهل للباحث عن المعلومة أن يجدها بكل سهولة ودقة»، وأضاف: «أتوقع أن يصبح المركز بيت خبرة مؤثراً في القضايا الاجتماعية، ومرصداً اجتماعياً مهماً شاملاً لجميع مناطق المملكة». مشيراً إلى أن للمركز دوراً فعالاً في مساندة صناع القرار من مختلف الجهات الحكومية، مبيناً أنه «يقدم الاقتراحات والحلول التي تتعلق بالشأن الاجتماعي لأي مسؤول في جهة ما، لتنيره في اتخاذ القرار المناسب المبني على دراسات علمية، بمؤشرات واضحة» فيما أكد أن المركز حاضر في الكثير من الاجتماعات، وحلقات النقاش، سواء داخل الوزارة أم خارجها. وعن مشاركتهم في مهرجان الجنادرية قال الحميد إنها تتمحور حول التعريف بدور المركز في الشأن الاجتماعي الذي يقف على القضايا والمشكلات المجتمعية، ويتوصل إلى الحلول المناسبة لها، واعتبر مشاركة المركز في جناح الشؤون الاجتماعية «كمنصة لاستقبال الباحثين والمهتمين في الحقل الاجتماعي». أما «الأحوال المدنية» فخصصت في جناحها ركناً لخدمة «أشّر» الموجهة للصم وذوي الإعاقة السمعية والتي تعتمد على تسجيل أبرز المفردات التي يتداولها الصم أثناء مراجعتهم للأحوال المدنية وحصرها وترجمتها إلى لغة الإشارة بإشراف لجنة من المدربين المعتمدين، وإدراجها في ملحق إرشادي خاص بالخدمة، إضافةً إلى تدريب الموظفين على مبادئ لغة الإشارة وتعلم أهم الجمل والمصطلحات المستخدمة من الصم في معاملاتهم، والتدريب على الجوانب النفسية للتعامل مع هذه الفئة. ووفّرت الأحوال المدنية أجهزة لوحية للترجمة الفورية من وإلى لغة الإشارة مع ترجمة النماذج والمطبوعات الخاصة بالأحوال المدنية. كما قدّمت ركناً ترفيهياً للأطفال يحاكي الواقع لاستخراج هويات وطنية غير رسمية مخصصة للأطفال، إذ يقوم الأطفال بدور الموظفين ويستخرجون الهويات للأطفال الزائرين، وحظي هذا الركن بإقبال كبير من الأطفال، إذ تمت طباعة أكثر من 1500 بطاقة. واستعرضت الأحوال المدنية وثائقها ومقتنياتها التي تحتفظ بها منذ عام 1345ه حتى اليوم، إضافةً إلى تصاميم تحمل رسائل توعوية تحث على استخراج الهوية والمحافظة عليها وتسجيل الواقعات وغيره، فضلاً عن تقديم خدماتها للمواطنين من خلال العربة المتنقلة التي تحتوي على أربعة مكاتب، إضافةً إلى عرض لوحدة ترميم ومعالجة الوثائق والتي هي معمل متنقل مجهّز بأحدث التقنيات لمعالجة الوثائق القديمة الصادرة من الأحوال المدنية.